أصبح في حكم المعتاد سنوياً استباق النظام الإيراني لموسم الحج بهجوم إعلامي يستهدف التقليل من الجهود السعودية المبذولة لخدمة ضيوف الرحمن. رغم تكرارها إلا أن هذه الحملات الإيرانية لم تغير مطلقاً من نوعية رسائلها الإعلامية القائمة منذ العام 1980م على الهجوم على المملكة والتقليل من كفاءتها وقدرتها على إدارة شؤون الحرمين، والدعوة إلى تدويل الحج، يضاف إلى ذلك ادعاء المظلومية من خلال زعم أن الإجراءات السعودية لحماية أمن وسلامة ضيوف الرحمن تضيق على الحجاج الإيرانيين وتمنعهم من ممارسة شعائرهم.. وكأن مناسك الحجاج القادمين من إيران مختلفة عما يمارسه أكثر من مليوني حاج يقدمون من مختلف بقاع الأرض. الحملة المسعورة لتعكير صفو الحج تنطلق وفق المخطط لها بخطابات لمرشد الثورة الخمينية التي تتضمن العديد من الادعاءات والمعلومات المغلوطة عن إدارة شؤون الحج وتقصير المملكة في توفير الأمن للحجاج، ثم تبدأ عجلة الإعلام الإيراني المعطوبة بالدوران وتأخذ بالتسارع مع اقتراب أيام الحج من خلال تحريك شخصيات ومؤسسات محسوبة على دول إسلامية وعربية معروفة بمواقفها المعادية للمملكة. هذه الموجة الإيرانية الدائمة في التعامل مع الركن الخامس للإسلام تقفز عليها بين الحين والآخر ووفق مسار علاقتها مع المملكة دول وجماعات تكتفي بالترجمة الحرفية للنصوص الفارسية وتبثها عبر منابرها السياسية والإعلامية. المهمة توكل هنا لقنوات حزب الله الإيراني الموجود على الأراضي اللبنانية لتوفير المادة الإعلامية والشخصيات المقترحة للحديث لتدفع بها إلى قناة الجزيرة القطرية ووسائل إعلامية تابعة لجماعات إرهابية مثل جماعة الإخوان بجميع فروعها في الدول العربية والإسلامية، وجماعة الحوثي المدعومة إيرانياً، وغيرها من الأحزاب والحركات السياسية التي تقتات على إعلان عدائها للمملكة والهجوم على قيادتها والانتقاص من شعبها. العالم الإسلامي أجمع يدرك أنه لا يوجد أي عناء في الرد على هذه الترهات، فالمواقف لا تزال حاضرة في الأذهان خاصة تلك التي رفع فيها الحجاج الإيرانيون الأسلحة البيضاء وأشعلوا النيران في جنبات بيت الله الحرام وقتلوا وأصابوا ضيوف الرحمن وهم يحملون صور الخميني ويرددون شعاراته. كما لا تزال الذاكرة تحمل تلك الاعترافات المتلفزة لضباط الحرس الثوري الذين تم القبض عليهم خلال محاولة إدخال المتفجرات للقيام بعمليات إرهابية في مكةالمكرمة والمدينة المنورة خلال موسم الحج، ولن تمحو الأيام صور واعترافات منفذي الهجوم الإرهابي في المعيصم عن تلقيهم الأوامر من وكلاء المرشد الإيراني لقتل حجاج بيت الله الحرام وإثارة الفزع والخوف في صفوفهم. في مواجهة كل هذا تدير المملكة العربية السعودية ظهرها وتنأى بنفسها عن الرد على الخطاب العدائي الإيراني وتمضي قدماً في تنفيذ ما شرفها الله به من رعاية للحرمين الشريفين وتوفير الأمن والخدمات لقاصديهما، وتسابق الزمن لإضافة كل جديد يمكِّن الحجاج والمعتمرين من أداء مناسكهم بكل راحة واطمئنان. Your browser does not support the video tag.