قدّم الناقد على الشدوي خلال الحلقة النقدية التي نظمها نادي جدة الأدبي، ورقة بعنوان "بائع المخزي: الطقس الشعبي للعقوبة". حول كيفية أن تكون العدالة أقل أهمية من الفضيلة، وأن غرض العدالة الأساسي يتجلى في منع الناس من أن يخالفوا الشريعة. والوسيلة التي تطبق لتحقيق هذا الغرض هي التهديد بعقوبة قاسية. وذكر من هذا المنظور أن العدالة لا تهتم بالمساواة بين البشر كما نعرفها في مفهوم العدالة الحديث؛ إنما تظهر أن العدالة هي حماية الناس من أن يرتكبوا المحرمات. وكما هو معروف فإن بيئة أي مجتمع "توفر الأساس للأحكام التي يتخذها الناس عن العدالة؛ لأن تلك البيئة الاجتماعية تعتبر في نظرهم مقبولة واعتيادية، ولا يكون السبب في ذلك بالضرورة أنها بيئة تسودها العدالة. واختتم الشدوي بقوله: أن فكرة العدالة ما هي إلا أداة اخترعها البشر، وقاموا بتحسينها وتشذيبها، ولكنها لا تتسم بمرونة، ولا يمكن إعادة تشكيلها بما يتماشى مع رغبات الإنسان. وعلق الدكتور محمد ربيع الغامدي كان الدخان يسمى "المخزي"، وأظن التسمية ما زالت كذلك إلى اليوم. ولنلاحظ أن المخزي هو اسم للدخان وليس وصفا له، وهناك فرق واضح. بل إن تسميته "الدخان" أو "التتن" الشائعة اليوم هي نفسها تسمية دالة دلالة سلبية أيضًا؛ بدليل أنها لا ترد في السياق الإيجابي كما ترد "سجائر التبغ" المستخدمة في الدعاية له مثلا. وقال ربيع نحن إذن أمام مخزيات ثقافية متفاوتة تستحق أقدارا متفاوتة من العقاب، ومخزيات أخرى وقتية أو متحولة تتغير بتغير الزمان والمكان. فتقدير إلى أي مدى يكون الشيء من المخزيات ومدى استحقاقه العقاب هو في النهاية أمر نسبي، وإن ظن البعض أنه صلب وقطعي وثابت.وقال الكاتب صالح فيضي: يحمد للورقة انها لملمت أطراف مفهوم متشعب. ويؤخذ عليها إهمال الحالة الثقافية في تلك الفترة وانتشار الأمية وغياب القوانين.وعلق على حالة تسيد العقل الجمعي وتغييب الرؤية الفردية تحت سطوة الجماعة، مما يدفع بالأفراد إلى تبني رأي محدد بصرف النظر عن صوابه من خطئه.