زارت وفود مؤتمر الوحدة الوطنية الثاني الذي تنظمه جامعة الجوف المنطقة الآثرية بدومة الجندل، وكان في استقبالهم مدير آثار ومتاحف محافظة دومة الجندل أحمد القعيد. واطلع الزوار على ما تضم المنطقة الأثرية من مواقع تدل على حقب زمنية مختلفة، حيث شاهدوا قلعة مارد وتجولوا بداخلها، مستمعين لشرح من أحمد القعيد عن تفاصيل هذه المواقع، الذي بين أن قلعة مارد جاء أقدم ذكر لها في القرن الثالث الميلادي، عندما غزت زنوبيا ملكة تدمر دومة الجندل وتيماء، ولم تستطع اقتحام القلعة فقالت مقولتها الشهيرة: "تمرّد مارد وعزّ الأبلق"، وقد شيدت فوق مرتفع صخري يطل على البلدة القديمة من الجهة الجنوبية، حيث يرتفع مستوى أرضيات القلعة عن مستوى مباني البلدة القديمة بنحو 25م تقريبًا، ويعود تاريخ بناء القلعة إلى عدة قرون تسبق العصر الإسلامي. واطلعوا على مسجد عمر متعرفين على منارته التي تعد من أوائل المنارات بالعصر الإسلامي، ويعدُّ ذلك المسجد أهم الآثار المعمارية الإسلامية في منطقة الجوف وأبرزها، ومن أهم المساجد الإسلامية المبكرة في المملكة، كما زاروا حي الدرع الذي يتميز بمبانيه الحجرية، وأزقته الواقعة بين البساتين ومسارب الماء التي كانت تؤمن الحياة لساكني الحي من عيونها القريبة، مبدين إعجابهم بما شاهدوه، وقدموا شكرهم على الحفاوة وحسن الاستقبال.