على الرغم من فقدانه للقب القاري الذي كانت له الأفضلية الفنية خلال لقاءيه إلا أنه استطاع أن يتغلب على كل هذه الظروف وينهض بكل قوة بل أنّه أثبت للجميع أنّه الفريق الأفضل والأكثر جاهزية لحصد بطولات هذا الموسم وليس بطولة الشتاء مع تحفظي الكامل على من يرشح الأهلي الذي منذ رحيل جروس والزويهري وهو فاقد لنكهته وهويته وأيضا النصر الذي فقد بريقه ولمعانه بعد رحيل الداهية كارينيو؛ فالإمكانيّات الحاليّة والتخطيط السليم المتوفر له دون غيره جميعها عوامل مساعدة ليواصل الهلال تميّزه وتفوّقه خلال ما تبقى من مواجهات الدور الثاني والفوز بلقب الدوري للمرة الثانية على التوالي. هذا ليس رأيا متعجلا وليس مبالغة ولا تخديرا كلا فهو حقيقية فرضها الواقع والعمل الصحيح والمتفرد الذي تقوم به إدارة هذا النادي والذي ما يلبث أن يتعرض لهزة إلا ويخرج منها اقوى من ذي قبل والشواهد على ذلك كثيرة بل أنها تستحق الدراسة والتوثيق لتستفيد منها إدارات بعض الأندية الأخرى التي لم تعد كما كانت قبل أول انكسار لها، "فإدارة الأزمات" والتي يعد الهلال مدرسة في إتقان فنها ليس أمرا سهلا للغاية ولا يستطيع أي رئيس أو مجلس إدارة إتقانها وإجادتها كما تجيد إدارات الهلال السابقة والحالية. فالهلال قبل خوض لقاء النهائي القاري استطاع أن يتجاوز منافسيه بمستوى ونتيجة ففي الرياض معقله حاصر منافسه وخصمه اللدود وجاره النصر المكتمل العناصر والثقيل فنيا في لقاء دوري متفوقا عليه بنسب مهولة وفي طوكيو عصر بطل القارة عصرا حتى خيل لمن شاهد اللقاء أن المباراة تلعب في السعودية وليس في اليابان وعلى الرغم من الخسارة غير المتوقعة نظير المستوى والتفوق الفني الرفيع لم ينكسر هذا الهلال حيث عاد للرياض ورمى كل ما حدث له خلف ظهره باحثا عن انتصارا آخر، واستقبل خصما عنيدا وقويا يمتلك العديد من الأسماء الموهوبة محليا وأجنبيا بقيادة هداف الدوري النجم عمر السومة وعلى الرغم من النقص الكبير الذي شهدته صفوف الفريق قبل لقاء الأهلي كغياب أفضل لاعب آسيوي عمر خربين والأفضل بمركزه منذ ثلاثة أعوام كارلوس إدواردو استطاع الهلال بعناصره المحلية أن ينتزع فوزا قويا مستوى ونتيجة ليصيب خصمه الذي كان يؤمل نفسه باستغلال ظروف خسارة البطولة القارية لصالحه بالذهول لسرعة عودته لوضعه الطبيعي. هذا التميز في التخطيط والتجهيز وإجادة التعامل مع الأزمات التي يتعرض لها الفريق من قبل القائمين عليه هو الذي ساهم في تواجده باستمرار إذ لم تغب شمسه عن منصات التتويج بل أنه يعد في البطولات كافة التي يشارك بها دائما المرشح الأول لها وعندما يخسر فإنه لا يخسر بسهولة ويقاتل حتى الثواني الأخيرة من كل لقاء في ثقافة قلما توجد عند فريق آخر.