وعد حبيب آل سليس -المالك لقطع أثرية عدة- بتسليم قطعتين أثريتين جديدتين يعود تاريخهما لما قبل الميلاد، كاشفاً عن نيته تسليم القطعتين إلى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وقال: إن القطعتين عبارة عن جرتين كاملتين وسليمتين تماماً، وتم العثور عليهما في منطقة قرب قلعة تاروت التاريخية، مؤكداً أنه يهدف من تسليم الآثار إلى التعريف بآثار محافظة القطيف، وإلى المحافظة عليها عند جهة مؤسساتية رسمية. وشدد على أن بقاء القطع الأثرية بحوزة أشخاص لا يخدم القطع الأثرية ولا يمكن الناس من التعرف على آثار وتراث منطقتهم، مشيداً بالتعامل الإيجابي من قبل المسؤولين في الهيئة. ويأتي وعد آل سليس الجديد بعد تسليمه نحو (200) قطعة أثرية منوعة قبل نحو عام وثمانية أشهر، وتعود القطع الأثرية التي عثر عليها في أوقات زمينة متباعدة في قلعة تاروت إلى مدة زمنية موغلة في القدم، إذ يرجح علمياً أنها تعود ل5000 عام قبل الميلاد، ومنها قطع أخرى تعود إلى 3000 سنة قبل الميلاد. وسلم آل سليس القطع وهي متنوعة ما بين أساور يد صنعت من عجينة زجاجية قديمة كانت النساء تلبسها في اليد، وقطع فخارية وجرار وشربات ماء. وعن وجود قطع آثرية عند بعض الأشخاص قال: هناك من لديه قطع أثرية لكنه متردد في تسليمها لأسباب عدة، منها أنه يرغب في الاحتفاظ بها، خشيته من عدم عرضها، مستدركاً: «لدي تجربة إيجابية جداً في هذا الصدد، فكل الآثار تعرض في متحف الدمام الإقليمي، وهناك محفزات ومكافآت، كما أنه ليس هناك إجبار على تسليم القطع الأثرية، بل هناك محفزات، منها وضع اسمك على المقتنيات التي سلمتها»، مشدداً على أن القطع التي يسلمها الشخص ستكون شعلة متدفقة يراها الجميع لتعكس حضارة الوطن وتاريخه، ما ينعكس إيجاباً على المنطقة التي حضرت منها هذه القطع الأثرية. ووجه رسالة إلى الأشخاص الذين يحتفظون بالقطع الأثرية: «نعلم جميعاً أن بقاء القطع عند الشخص ليس له مردود أو فائدة، وأن كل الفائدة في أي قطع تكمن في تعرف الناس عليها ومشاهدتها، لذلك ننصح بتسجيل هذه القطعة عند الهيئة إن لم يتم تسليمها»، مشيراً إلى أن الهيئة لديها مرونة كبيرة، ولم يشعر بأي ضغط عندما جاء لتسليم القطع وكل شيء سار بشكل سلس للغاية، وتابع: «سلمت القطع الأثرية قبل أكثر من عام استجابة لتوجيهات الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الخاص بضرورة تسليم القطع الأثرية والتاريخية إلى الهيئة». ولفت إلى أنه سلم القطع على دفعتين، الأولى بعد زيارة مدير عام هيئة السياحة والآثار مع مدير المتحف وأعضاء هيئة السياحة له قبل عام، والثانية في فرع هيئة السياحة بالدمام في شهر رمضان المنصرم. يشار إلى أن هيئة السياحة والآثار كرمت حبيب آل سليس لتسليمه القطع الأثرية التي عثر عليها، ومنحته شهادة شكر وتقدير وذلك في ملتقى الآثار الأول بالمملكة في الرياض، وذلك عن تسليمه لقطع أثرية تاريخية، ولمشاركته في حراسة قلعة تاروت التاريخية بشكل تطوعي، والتبليغ عن أي شخص قام بالتخريب في القلعة ومشاركته مع هيئة السياحة في ضبطهم، كما كان التكريم على يد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. الجرتان سيتم تسليمهما للهيئة