ست سنوات مضت على بداية الأزمة السورية، ولم يبقَ سوى القليل حتى تدلف إلى السنة السابعة دونما أي حل سياسي يلوح في الأفق، حتى الحل العسكري لم يكن ذا جدوى إذ لم ينتج عنه أي حلول. غداً يعقد في الرياض اجتماع موسع لكل أطياف المعارضة السورية للخروج بوفد موحد وصيغة مشتركة قبيل انعقاد مؤتمر جنيف نهاية الجاري، وهذا أمر جيد في حد ذاته كون المعارضة السورية موحدة من الممكن أن تصل إلى نتائج مرضية، لا نقول نتائج حاسمة، فالأزمة السورية مرت بالعديد من التدخلات الإقليمية والدولية التي جعلت من الوضع أكثر تعقيداً بمكان من أن يحل دفعة واحدة، فالمهم هو وضع الأسس التي من الممكن البناء عليها من أجل الوصول إلى تسوية تقود إلى تفاهمات برعاية أممية وبدعم دولي بكل تأكيد. المواقف الدولية من الأزمة السورية لن تكون هي نفسها بعد مرور كل تلك السنوات والنتائج التي آلت إليها، سيكون هنالك موقف دولي مختلف كون الأزمة لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية بعد أن خلفت مئات الآلاف من القتلى وملايين اللاجئين في داخل سورية وخارجها، في أكبر أزمة لجوء شهدها العالم بعد الحرب العالمية الثانية، هذا إضافة إلى الدمار الذي حلَّ بكل المدن السورية دون استثناء، من أجل ذلك كله وإضافة إلى تأزم الموقف الإقليمي لا بد للمواقف أن تتغير لتلائم ظروف المرحلة من كامل جوانبها. من المفترض أن يخرج مؤتمر المعارضة السورية اليوم بنتائج تكون بداية لتسوية شاملة تنقذ الشعب السوري الذي كان الدافع الأول لثمن أزمة حان الوقت لانفراجها.