الحقيقة التي يجب علينا أن نعيها وأن نفكر فيها كثيراً، أننا للأسف فشلنا في الاستفادة من استثماراتنا الإعلامية الهائلة مالياً ومعنوياً، ونحن نتابع الإساءات الصبيانية الإعلامية من لبنان حالياً والمتكررة بين فترة وأخرى، نجد أنفسنا أمام سيناريو متكرر لم نستطع علاجه أو بتره رغم الإمكانيات التي نمتلكها. مدمن القمار شارل أيوب رئيس تحرير صحيفة الديار بعد إساءته للمملكة وللسعوديين مؤخراً، لفت الانتباه لصحيفته التي عفى عليها الزمن والكل يعرف أنها رخيصة مهنياً ومالياً، عندما استجدى أيوب مالياً وعرض رهنها بمبلغ لا يتجاوز مليوني ونصف ريال، وكان العرض أو الشحاذة آنذاك للرئيس السوري بشار الأسد، هذا المبلغ الرخيص تصرف أضعافه القنوات السعودية المملوكة لسعوديين وهي تتوجه لبيروت لبث برامجها، وتشغيل أستوديوهاتها وتتيح الفرصة لآلاف اللبنانيين ليعملوا بأموال سعودية!. شارل أيوب لا يعنينا هو وصحيفته، لأنه سبق أن أذلته إعلامياً الفنانة هيفاء وهبي ونشر لها اعتذاراً مذلاً، ولن نكون طبعاً مثل بعض اللبنانيين عندما هاجموا صحيفة الشرق الأوسط السعودية بعد نشرها كاركتير رمزي، جعلهم لا يختلفون عن الإيرانيين عندما هاجموا السفارة السعودية وتخريبها، لأن السعوديين كشعب لا يتم توجيهه بالريموت كما يتم حالياً في بعض فصائل لبنان والعداء غير المبرر ضدنا والذي وصل لدرجة غير مقبولة!. منذ عام 1994م وأنا أتردد على بيروت ونحضر العديد من الفعاليات الإعلامية والفنية لاستثمارات سعودية بمئات الملايين من الدولارات، ونتج عن ذلك بزوغ إعلاميين لبنانيين وتصدرهم للقنوات سواء المملوكة لسعوديين أو حتى قنواتهم اللبنانية والحال كذلك مع نجوم الغناء اللبنانيين وخصوصاً المتعاقدين مع شركات سعودية بعقود مليونية، أين هؤلاء وصوتهم وإنصافهم فيما يجري حالياً من الإساءة للبلد الذي له الفضل عليهم، نحن نريد الإنصاف فقط، ولا نريد المبالغة والهمجية الإعلامية كما نتابعها حالياً!. للأسف مئات الملايين من الدولارات صُرفت من السعوديين بلبنان ودعمت قنوات فضائية لبنانية، وصنعت نجوماً بالإعلام والفن، ولم نستفد من أي صوت منصف لنا بما نتعرض له الآن من إساءات وكذب وتدليس، وهذا الأمر من وجهة نظري يؤكد فشلنا بهذا المجال عندما وثقنا بالآخرين وضخينا الملايين لهم والنتيجة أنه حتى من دعمناه كان أول من يهاجمنا. هذه الدروس تعطينا فرصة مهمة لإعادة التفكير في الاستفادة من التطورات المتسارعة في بلادنا، لضخ الملايين في مجال الاستثمار الإعلامي من السعودية وأن نترك عقدة بيروت وغيرها من العواصم العربية، وأن نعطي الثقة لأبناء الوطن في مجال الإعلام بشكل عام واستثماراته، وهذا هو الدرس الأهم الذي تعلمناه متأخرين للأسف.