على مدى أسابيع طويلة، واصل الإعلام "المتقطرن" هجومه ضد الإعلام السعودي، ناسباً إليه تهمة تبني إحدى القنوات المخالفة لحقوق البث التلفزيوني، ليضرب بهذا الهجوم مثالاً واضحاً عن الأخلاقيات المتدنية، والمهنية المتخبطة التي يمتلكها الإعلام القطري، ولكن هيئة الإعلام المرئي والمسموع تصدت للموقف وأصدرت بياناً صحافياً دافعت فيه عن نفسها وعن إعلامها المحترف، ليكون درساً مجاناً على إعلام قطر أن يتعلم منه الكثير، وأولى التعاليم التي يجب أن يستفيد منها المتسلقون على أكتاف الإعلام من خلال فضائيات وصحف قطر، أن إلقاء التهمة يتطلب وجود دليل قاطع، وهو الأمر الذي لا يملكه إعلام قطر في أن هذه القناة منشأها من كنف الإعلام السعودي، وثاني ما يجب أن يتعلمه القطريون أن الجهات الإعلامية الرسمية في السعودية أرقى بكثير من الترويج والسماح لمثل هذه القنوات من التواجد في الساحة السعودية، وثالثٌ ما يجب على إعلام قطر والمنتسبين إليه أن هذه القنوات ليست حديثة الولادة بل هي امتداد لقنوات سابقة ظهرت في أعوام وظلت باقية في ساحة الفضائيات لفترات طويلة قبل اندثارها واختفائها عن المشهد الفضائي. احترافية الإعلام السعودي، لا يمكن شرحها لإعلام قطر لسبب بسيط أن هذه الاحترافية ساهمت بشكل كبير في تطوير القنوات الفضائية القطرية، عندما لعب المذيعون السعوديون والمراسلون والمعدون أدواراً بارزة في فضائيات قطر طيلة الأعوام الماضية، وتأكيد على مدى احترافية الإعلام السعودي والجهات الرسمية التابعة له. لقد أجادت هيئة الإعلام المرئي والمسموع حينما تمسكت برد اعتبارها واعتبار الإعلام السعودي من خلال احتفاظها بالحق القانوني جراء هذه التهم المنسوبة كذباً وزوراً، لم تكن موجة التهم الصادرة من قطر أمراً جديداً، بل هو دأب إعلامهم طيلة أعوام طويلة ماضية كانت السعودية فيها على الصعيد السياسي والرياضي هدفاً لهذه الأكاذيب لتأجيج الرأي العام عليها، الآن أمام الإعلام "المتقطرن" الذي ابتدأ شن هذه الحملة وباشرها وعمل عليها طيلة الأسابيع الماضية إظهار المستندات والوثائق التي تثبت صحة نسبة هذه القناة للإعلام السعودي أو إيوائها داخل أجنحة رسمية في السعودية، وهذا الأمر من الصعب جداً أن يقدمه إعلام قطر لعدم وجوده على أرض الواقع. أمام هذه الاتهامات الجائرة من إعلام قطر، اختفت أصوات بعض الإعلاميين القطريين الذين ارتفعت أصواتهم في الأشهر الماضية، متحدثين عن أخلاقيات المهنة مذكرين بآيات وأحاديث وعظية عن حسن الخلق والصدق بالكلام، وهذا الأمر الذي يتكرر مرة ثانية فقد سبق هذا الصمت والاختفاء، صمتٌ واختفاء أطول طيلة الأعوام الماضية أمام كذب وافتراء الإعلام القطري على السعودية ومحاولة تأجيج الرأي العام داخلها وحرص إعلام قطر على إثارة الفتنة ونشرها، إن قطر وشعبها الكريم لا يليق بهما إطلاقاً أن يقود إعلامه فئتان، الأولى فئة قطرية لا تعي جيداً أدبيات المهنة ولا أساسيتها، وأخرى وافدة همها إثارة الفتنة وتأجيجها مع دول الجوار، لذلك يجب أن يعي جيداً هؤلاء المتسلقون على أكتاف الإعلام أن هذه الاتهامات الضعيفة التي لا تستند على دليل واضح لن تهز إطلاقاً من مكانة الإعلام السعودي، ولن تقلل من احترافيته ولا مهنيته، بل هي تؤكد مرةً أخرى على أن في إعلام قطر من لا يستحق التواجد في فضائيتها ولا صحفها الرسمية.