امتدح سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المخيمات الدعوية والدورات العلمية المكثفة للدروس الشرعية والمواضيع الدينية التي تقام على أرض هذه البلاد المباركة في أيام الإجازات وتحتضنها الجوامع والمساجد في كل مكان وقال في رد ل(الندوة) عن موجهي سهام التهم والانتقادات للمخيمات والدورات المكثفة للدروس العلمية الذين ما فتئوا يرمونها بشتى الاتهامات وأنواع الافتراءات كفتح ذراعيها لأرباب الفكر الضال واحتضانها للشاذين فكريا بأنهم لا يعرفون حقيقة الخير الذي تقدمها هذه الدورات والمخيمات وأن من يتهمها بذلك هم بعيدون عن الحقيقة ومغالطون لما يدار فيها من الخير. وعد تلك الدورات وحضورها وتشجيعها من الخير، معتبرا سماحته تلك الدورات حصنا حصينا للشباب بقوله: فالدورات تحوي شبابنا من الانزلاق في مزالق الإرهاب وتحميهم من دعاة الفساد والشر وتهديهم إلى الطريق المستقيم. جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها سماحته في قاعة مجمع إمام الدعوة بحي العوالي بمكة المكرمة والتي استهلها بأهمية العلم وطلبه وأن العلم نعمة من نعم الله وفضل من أفضاله سبحانه على عباده وأن العلم هو الذي يهدي العباد إلى الطريق المستقيم ويوضح لهم الحق ويبين لهم الباطل ويحذرهم منه وتستقيم به الأمم ويعلو شأنها ولكن العلم الشرعي ميزه الله عن سائر العلوم. فضل العلم الشرعي إذ العلم الشرعي يرتبط به العبد بربه وبخالقه ورازقه ليكون على علم بربه وأنه رب كل شيء وخالقه وأنه مستحق لأي علوم سواه وأنه موصوف بصفات الكمال والجلال وله الأسماء الحسنى ويصله بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأن الله رفع العلم وشأنه وبين منزلة أهله فقال تعالى:(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير). وأخبر سبحانه أن العالم والجاهل ليسوا على حد سواء فقال:(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب). وأن اهل العلم هم اهل خشيته ومخافته (إنما يخشى الله من عباده العلماء). واستشهد بهم على أعظم شهود عليهم هو توحيده وطاعته (شهد الله أن لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم). وأمر بسؤلهم فقال:(فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون). والملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما صنع. العلم والعمل وقال سماحته حينما يقترن العلم بالعمل يزداد رسوخا وثباتا وإن تخلف عنه العمل كان العلم حجة على صاحبه وقد ذم الله اليهود لما خالف علمهم عملهم (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون). وأضاف آل الشيخ بقوله:إن العلوم الشرعية فرضية لكل فرد منا ليعلم المؤمن كيف يعبد ربه وكيف يؤدي صلاته وصومه وحجه ومعاملاته ويعلم ما هو مضطر إلى تعلمه. فالعمل الشرعي هو سوق العمل في الدنيا والآخرة فبالعلم الشرعي يعلم الإنسان ما وجب عليه كما انه يدعو المسلمين إلى الجد والنشاط وإلى كل سبب يعود عليهم بالخير في حاضرهم ومستقبلهم وهو نور يهدي به الناس من ظلمات الجهل. والعالم الذي وفقه الله بالعلم النافع إذا أثر العلم عليه في سلوكه وأخلاقه وأعماله كان علما نافعا ودليلا إلى الخير وإذا تخلف عنه العمل كان حجة على صاحبه. علم القرآن ثم انتقل سماحته إلى بيان أهم العلوم الشرعية فقال: إن أشرف العلوم علم القرآن وتعلمه (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). فإذا علم الإنسان المسلم كتاب الله وحسن تلاوته وتدارس كتابه ثم وفقه لحفظه ومن ثم للعمل به صار من السعداء في الدنيا والآخرة ، فعلم القرآن يجلبك لكل خير ويأخذ بيدك إلى الخير ويوسع لك آفاق واسعة في كل جوانب الخير. وتابع سماحته الحديث عن أهم علوم الشرعية فقال: ثم علم الفقه في الشريعة بأن تتعلم الأحكام الشرعية منها. الدورات العلمية ثم واصل آل الشيخ الحديث عن أهمية العلوم الشرعية ليصف بعد ذلك حلق تحفيظ القرآن الكريم والعناية بها ودعمها وحضورها بأنها نعمة من نعم الله على عباده. كما وصف الدورات العلمية الشرعية بالحصن المنيع في وجه الإرهاب فقال: إن الدورات العلمية تحمي شبابنا من الانزلاق في محاضن الإرهاب وتحميهم من دعاة الفساد والشر وتهديهم إلى الطريق المستقيم وتحيطهم به. مطالبا بحضورها ودعمها وتشجيعها وداعيا الشباب إلى التحلق حولها فوجود شيء من الخير خير من عدمه. كما دعا سماحة المفتي إلى اغتنام الفرص والنظر إلى السبل الأقرب فالأقرب وألا يقف المرء أمام التيارات الجارفة وهو ضعيف ، ناصحا طالبي العلم بالحرص والإخلاص والصبر. ملتقيات وحول ما ينتشر في الآونة الأخيرة من ملتقيات تنطلق إعلاناتها من المساجد ويدعو إليها الأئمة والخطباء من غير علم بما يدار في تلك الملتقيات من الاختلاط وحضور الفرق الإنشادية المستخدمة لجميع أنواع الدفوف وغير ذلك من الأمور قال: لا ينبغي للإمام أن يدعو إلى شيء لا يعرفه ولا يفهمه. وعن إنزال الوقائع النازلة على الأحكام الشرعية قال آل الشيخ: هذا يحتاج إلى طالب علم متمكن ودرس الأحكام والقواعد العامة والقواعد الشرعية فينزل المسائل الواقعة على الأحكام الشرعية فهذا كله يحتاج إلى عالم موثوق بعلمه.