تولي حكومة خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) جل عنايتها واهتمامها بالمشاعر المقدسة في أطهر بقعتين على وجه الأرض مكةالمكرمة والمدينة المنورة.. وتعمل على تسخير كافة جهودها وإمكانياتها لخدمة ضيوف بيت الله الحرام الذين يفدون من كل حدبٍ وصوب لأداء فريضة الركن الخامس من أركان الإسلام, وذلك سعياً من حكومة المملكة وشعبها بتذليل العوائق والصعوبات أمام ضيوف الرحمن حتى يؤدوا مناسكهم بكل خشوعٍ واطمئنان.. وتيسير تنقلاتهم وتحركاتهم بين المشاعر المقدسة وفق خطط التفويج والنفرة التي وضعتها وتشرف عليها الجهات الحكومية المشتركة والعاملة ميدانياً في خدمة حجاج بيت الله الحرام ممثلةً في القطاعات العسكرية والوزارات ذات العلاقة. وفي كل عام تزداد أعداد الحجاج عن الأعوام التي تسبقها.. ومع تزايد الأعداد تزداد الأعباء والمسؤوليات على الدولة وعلى لجان الحج.. وتزداد قوة التأهب والاستعداد بابتكار الخطط الجديدة والتطبيق العملي في الميدان بهدف متابعة وإدارة الحشود الغفيرة من حجاج الداخل والخارج الذين تتجاوز أعدادهم ال(3) ملايين حاج وهو رقم كبير جداً مقارنةً بالمكان والوقت.. ولذلك تتضافر الجهود, وتتكاتف الأجهزة الحكومية فيما بينها مدنية وعسكرية وتطوعية لتشكل منظومة واحدة..هدفها واحد وهو إنجاح موسم الحج..ومنع وقوع الكوارث والحوادث .. وردع مثيري الشغب والفتن وكل من يحاول إفساد موسم الحج وتعكير صفو الحجيج. ومن يشهد الحج, ويقف متأملاً هذه الملايين من البشر التي جاءت من كل بقاع الأرض وكيف تؤدي نسكها بأمنٍ وأمان بفضل ما يقدم لها من خدمات جليلة وتنظيم رائع.. يلمس فعلياً حجم الجهود الجبارة والعظيمة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين, وسمو ولي عهده الأمين (حفظهما الله) لقاصدي بيت الله الحرام, وهي خدمات جليلة تفوق الوصف ولا مجال للحديث عنها. فالمشاريع الضخمة, والإنجازات العملاقة في المشاعر المقدسة هي من تتحدث عن نفسها.. ولعل من أبرز هذه المشاريع العملاقة مشاريع التوسعة في الحرم المكي الشريف حيث اعتمدت وصرفت المليارات من الريالات لتوسعة الساحات الخارجية والمسعى وصحن الطواف, ومن أهم المشروعات وأضخمها مشروع جسر الجمرات هذا المشروع الضخم الذي قضى على مشاكل الإزدحام والتدافع وأصبح من أهم المشاريع الضخمة في المشاعر المقدسة, كذلك مشروعات الأنفاق والجسور التي أنشئت لراحة الحجيج, ولا ننسى المشروع المهم الذي لايقل أهمية عن المشروعات السابقة وهو مشروع (قطار المشاعر) الذي ساهم بشكلٍ كبير في تخفيف الزحام وسرعة نقل الحجيج. وكان قطار المشاعر واجه إنتقادات قبل تشغيله, ولكن العام الماضي كان ناجحاً رغم عدم إكتماله, وفي هذا العام كثر اللغط حوله بعد أن تأخر في التحرك بسبب حالات التدافع, وتبادل ثلاث جهات الإتهامات تهرباً من تحمل المسؤولية. فإذا كان مشروع القطار قد بدأت مشاكله في السنوات الأولى من تشغيله فهذا يعني أن هناك قصوراً وخللاً لابد من تداركه ومعالجته من الآن , مع علمنا بأن هذا المشروع سيكون ضمن اهتمامات الدولة ولن ترضى له بالفشل.. نحن بانتظار نتائج التحقيقات ومن المتسبب.. وتطلعاتنا أن يكون قطار المشاعر المقدسة أنموذجاً متميزاً لمشاريع القطارات في العالم. منصور شافي الشلاقي - تربة