من أهم متطلبات الحياة العيش في بيئة خالية من التلوث، وكلما تقدمت حضارة الإنسان زاد الاهتمام بالنظافة والعناية الصحية. ونظافة البيئة تعكس مستوى تحضر البشر الذين يعيشون في المحيط السكني أينما كانوا في الريف أو المدن. ومن أبرز وسائل الجذب السياحي في كل دول العالم السؤال عن البيئة ونسبة التلوث فيها. الدولة اتخذت عدة إجراءات لإبعاد المصانع وحظائر تربية المواشي مثل الأغنام والإبل والمسالخ عن التجمعات السكنية حتى لا تلوث مخلفاتها البيئة. في المناطق النائية يقل الالتزام بسبب عدم وجود وعي صحي من الأهالي والإحساس بالمسؤولية من قبل أصحاب المواشي وعدم وجود مراقبة حازمة من البلديات بعيدًا عن الوساطات والمحسوبيات وتجنب الشكاوي التي عادة ما تخلق حزازات بين سكان الأودية والمزارع القريبة من بعضها وحقوق الجار لها أيضًا تأثير ولكن الاهتمام بالبيئة مصلحة عامة تهم الجميع ويجب أن تكون مسئولية المجتمع ككل لأن الأضرار مكلفة وتؤثر على صحة الإنسان صاحب المواشي وجيرانه والزوار للمحيط الذي توجد بها حظائر مواشٍ. منطقة الباحة لها مستقبل سياحي واعد وتحظى باهتمام خاص من الدولة والمطلوب من الجهات المسؤولة عن البيئة تكثيف الجهود وعدم التهاون في السماح لوضع حظائر المواشي في مزارع ضيقة المساحة تظهر منها ملوثات للبيئة والحشرات الضارة وأن يكون هناك مراقبة وعقوبات صارمة على كل من يخالف التعليمات، كما أن الهجمة الشرسة لقطع الأشجار وتعرية التلال وا لأودية والجبال من النباتات الطبيعية من أسوأ مضار البيئة وحرمان المنطقة بجوها الجميل من مميزاتها الطبيعية. كما يجب تشجيع حملات تشجير موسمية وزرع ثقافة الاهتمام بالشجرة والبيئة لدى الطلاب من الصغر خاصة في زمن أصبحت البيوت أقفاصاً إسمنتية مساحات التحرك فيها ضيقة جدًا. إن الحديث عن السياحة في منطقة الباحة ينبغي أن يكون من أهم جوانبه جاذبية البيئة والمحافظة عليها باستمرار حتى تكون مصيفاً جذاباً له جدوى اقتصادية بكثافة رواد المنطقة باستمرار. وسيدرك المتابع أن أهمية البيئة أصبحت همّاً عالمياً تتصارع الدول على إبقاء هواها نقياً خالياً من التلوث وتحافظ على صحة مواطنيها وتضرب بيد من حديد على المستهترين من أجل أطماع شخصية على حساب صحتهم في المقام الأول وصحة المجتمع الذي يعيشون فيه. وفي الختام أوجه نداء خاصاً لصاحب السمو الملكي الأمير حسام بن سعود أمير منطقة الباحة الذي يبذل جهوداً يشكر عليها للرفع من قدرات منطقة الباحة التنموية لتكون مصيفاً مميزاً، ويقيني أن الاهتمام بالبيئة هو من بين اهتمامات سموه المشكورة التي يقوم بها لدفع عجلة التنمية والتطور والتوسع العمراني وتحسين المرافق العامة في منطقة الباحة الجميلة بجوها الخلاب المعتدل على مدار العام وتضاريسها الطبيعية التي تعد محل إعجاب السياح.
