يعج حي الربوة الشعبي بمصانع الجبس المخالفة المنتشرة بالحي بطريقة عشوائية الأمر الذي جعل الكثير من المواطنين في الحي يهجرون مساكنهم وينتقلون لأحياء أخرى بسبب التداعيات الصحية الناتجة عن الغبار الناتج من تلك المصانع الجبسية التي شيدتها العمالة الوافدة المخالفة داخل منازل وأحواش تم تجهيزها لتكون مصانع ومستودعات للجبس. وبالرغم من عمليات الإزالة المتكررة لهذه المصانع التي تقوم بها أمانة محافظة جدة، الإ إنها تعود للعمل مرة أخرى دون رقيب او حسيب بعد مغادرة مراقبي البلدية وآلياتهم. "المدينة" قامت بجولة على عدد من المنازل والأحواش التي تحولت الى مصانع ومستودعات للجبس، وتقوم العمالة المخالفة التي تعمل في هذه المصانع باستخدام مياه التحلية في عمليات تصنيع مجسمات وزخارف الجبس التي يتم توزيعها على الشركات والمؤسسات المتخصصة في المقاولات وإنشاء المباني. هذه المصانع الجبسية المختصة في الزخارف والأعمال الجبسية التي انتشرت في حي الربوة الشعبي وتديرها عمالة مخالفة تم تشييدها بطريقة عشوائية داخل الأحواش والمنازل للتمويه، بينما يصدر منها الغبار والأسمنت الأبيض داخل الحي، وتواصل تصدير الأوبئة للسكان الذين بات الكثير منهم يعاني من الأمراض الصدرية بسبب تجاوزات هذه المصانع والممارسات المخالفة، حيث فضل كثير من الأهالي الرحيل من الحي الى مناطق أكثر هدوءاً. مصدر بأمانة محافظة جدة أكد أن هذه الأحواش المخالفة والمنازل الشعبية تحولت الى مصانع للجبس تديرها عمالة مخالفة وبطريقة عشوائية، وهناك عمليات إزالة قامت بها أمانة جدة خلال الفترة الماضية عدة مرات باستخدام شيولات ومعدات البلدية بالتنسيق مع شرطة البلدية، بعد الوقوف على المخالفات وإزالة التعديات حسب النظام، ولكن بعد أيام تعود العمالة المخالفة بإعادة تجهيز هذه المواقع مرة أخرى وعودة العمل فيها بشكل مخالف. وأضاف المصدر أن العمالة المخالفة تستخدم الأحواش وغرف المنازل الشعبية في صناعة الجبس، وهناك تواطؤ وغير مسؤولية من بعض المواطنين الذي يؤجرون هذه المنازل والأحواش المخالفة، بالرغم من معرفتهم بالأعمال والأنشطة المخالفة التي تتم مزاولتها فيها، كما أن هذه المصانع لا يحمل اصحابها تراخيص نظامية لمزاولة المهنة وتعتبر مخالفتها لكافة الانظمة والتعليمات، فضلا عن مضارها البيئية والصحية على الأهالي.
