* مهندسو النكد هم فئة من الداخلين على (الهندسة) من الباب الخلفي، ومع ذلك يحضرون بلمسات (النكد) لينغصوا فرحة تدشين شارع هنا، وآخر هناك، بل ويكون لهم (بصمات) تؤكد على أن (الميم) كما يرمز لمهندس فإنه أيضًا قد يرمز ل(ماله دخل في الهندسة)!! * أقول ذلك وعلامات التعجب تتزاحم أمام مشروع شارع ضخم تم تدشينه بعد سنوات من الانتظار، ومع أول عبور تتحول المباركة إلى تساؤل: (معقولة هذا تصميم مهندس)، تساؤل مُر يبدأ الجميع معه في اقتراح الحلول الوجيهة التي عرفها الجميع، وغابت كما هي العادة عن مهندسي (النكد). * ثم مع تنامي الشكاوى من الاختناقات المرورية تبدأ رحلة جديدة من الإصلاحات، والتحويلات، وكل ذلك على مرأى ومسمع ممن صنع أزمة، في وقت كانت كل الحلول بيديه، ولكنه (أبى)، فيما يظل التساؤل الكبير أيعقل أن يتم ذلك دون أن يكون لأحد من المشرفين المسؤولين عن المشروع كلمة يُسهم بها في إصلاح خلل سيكلف إصلاحه فيما بعد الكثير. * فهذا شارع الأميرة البندري بحي السنابل (5 مسارات) الطريق الحلم الذي ترقب الجميع تدشينه بعد سنوات من الانتظار والزحام، يتجه بكل رحابة صدر؛ ليتقاطع مع شارع سعيد الأنصاري (7 مسارات)، وشارع الطحلاوي (5 مسارات) في دوار (بمسارين)!!! هنا أثق أن صورة مهندسي النكد قد اتضحت بهذا المثال الحي، الذي أوجد اختناقاً مرورياً، وصنع أزمة صادر بها فرحة مستحقة بتدشين شارع الأميرة البندري، الشارع الحلم. * في وقت أصبح سكان تلك الأحياء يفكرون بصوت مسموع من خلال طرح الحلول؛ لفك ذلك الاختناق، ومنها توسعة الدوار بما يتوافق مع حجم وأهمية الشوارع التي تصب فيه، وعمل (يوتيرن) في تلك الشوارع قبل الوصول للدوار، واستكمال خط الخدمة من شارع الطحلاوي إلى شارع سعيد الأنصاري، مع اقفال خط الخدمة من وإلى الدوار أو عمل إشارة ضوئية مشفوعة (بساهر). * هذه الحلول جاءت من أناس لا علاقة لهم بالهندسة كتخصص، ولكنه التفكير المنطقي الذي يضع الأمور في نصابها الصحيح بكل تلقائية وبساطة، وهي نظرة لا يؤمن بها مهندسو (النكد)؛ لأنهم باختصار لا يقيمون وزناً لما سوف يورثونه من تبعات اختناق مروري يعيد للأذهان سيرة دوار البلدية قبل انفراج أزمته، أقول ذلك والمشروع الآن في مرحلة ما قبل التسليم والاستلام، بهدف تلافي الوصول إلى «رَحلَ دوارٌ كئيبٌ بَلغَ فِي الضِّيقِ مداهُ....... خَلْفَ الدوارُ ابناً فاقَ في الضِّيقِ أباه».. وعلمي وسلامتكم.
