نخوض غمار رؤيتنا الطموحة 2030 التي نتأمل منها الكثير من المنجزات الحضارية التي تسهم في تحولنا من دولة مستهلكة للمعرفة إلى دولة منتجة لها ونستشرف من خلالها وطن المستقبل المشرق الذي يزاحم الدول المتقدمة في مختلف المجالات الحياتية. وهنا سنسلط الضوء على البرامج التنفيذية العشرة التي تضمنتها الرؤية لتحقيق أهدافها، والبرامج هي: دعم صندوق الاستثمارات وتطوير القطاع المالي وتوسع الشراكات الإستراتيجية وتطوير الصناعات الوطنية وتعزيز دور القطاع الخاص وتحفيز الشراكات الوطنية وتعزيز الشخصية السعودية وخدمة ضيوف الرحمن وتوفير حياة كريمة للسعوديين وتحسين نمط الحياة للفرد. وبتلمس المؤشرات التي تسير عليها تلك البرامج سنتبين ما أبرزته من بعض المشاريع العملاقة، فمثلاً في برنامج صندوق الاستثمارات وكذلك برنامج تطوير القطاع المالي وبرنامج توسع الشراكات الاستراتيجية نجد أن هناك حراكاً متسارعاً في تلك المشاريع ومازلنا ننتظر المزيد والمزيد من تلك المشاريع في تلك البرامج، كما ومازلنا نتطلع إلى بروز مشاريع عملاقة أخرى في برنامج تحفيز الشراكات الوطنية تعزز دور القطاع الخاص الذي أراه يشكو من ثقل الأعباء وما رافقها من ترسبات نتائج جائحة كورونا، وكذلك برنامج تعزيز الشخصية السعودية وبرنامج توفير حياة كريمة للسعوديين وبرنامج تحسين نمط الحياة للفرد، فالتنمية المستدامة حتماً لا تقوم إلا على أكتاف أبناء الوطن ومؤسساته، لذا لابد من دعم هذا البرنامج فهو يُعد الدينمو المحرك لكافة البرامج الأخرى بل هو العمود الفقري لها، فالمواطن السعودي تحرص الدولة بكافة قطاعاتها على أن يكون شريكاً فاعلاً في تنمية وطنه، وهذا يحتاج إلى تفعيل تلك الشراكة في البرامج من خلال مشاريع محفزة وداعمة،فما يتمتع به المواطن من راحة واستقرار ورفاهية حتماً سينعكس على تفعيل دوره الإيجابي فالمواطن شريك في تراب الوطن وثروته ومنجزاته وهو أيضاً الدرع الحصين الذي يذود عنه ويحرص على أمنه واستقراره. وتحقيق ذلك يستدعي من الجهات ذات العلاقة التوسع في توزيع مشاريع برامج خطتنا الطموحة على كافة مناطق ومدن المملكة، فلكل منطقة ميزة في موقعها أو ثرواتها تتطلب مشاريع خاصة بها تخدمها، فعلى سبيل المثال لا الحصر المنطقة الجنوبية وساحل البحر الأحمر الشمالي تتميز بطبيعتها الساحرة وطقسها المعتدل وهذا يستوجب أن تحظى بالكثير من المشاريع السياحية وهذا لمسناه شمال البحر الأحمر.. ولعل شركة السودة التي أطلقها سمو ولي العهد قبل أيام تعد أول بشائر الخير، ويقيني أنه سيتبعها شركات مماثلة في منطقة الباحة ومنطقة جيزان، أما المنطقة الشرقية فتحظى بمشاريع الصناعات البترولية، والوسطى والغربية تكون مركزاً اقتصادياً عالمياً تستقطب الشركات العالمية وتحظى بمشاريع الصناعات المختلفة.. والله من وراء القصد.