استعمر الفرنسيون مصر فترة طويلة، وخرجوا منها يتكلمون العربية دون أن يجعلوا المصريين فرانكفونيين، واستعمروا الجزائر مائة عام دون أن يجعلوا شعبها يحيد عن الإسلام!. تلك هي أزمة العقل الفرنسي مع الإسلام.. ويقولون إنه في عام 1930 أقامت فرنسا احتفالات كبيرة، بمناسبة مرور 100 عام على احتلال الجزائر وأرادت أن تقول للعالم إنها قد فرنست الجزائريين، جاءوا بعشر فتيات مسلمات جزائريات، كانوا قد ألحقوهن بالمدارس الفرنسية التي لقنتهن الثقافة الفرنسية، وألبستهن اللّباس الفرنسيّ. وبعد 11 سنة من التكوين الموجّه لطمس هويتهنّ، هُيّئت لهنّ حفلة تخرج؛ دُعي إليها المسؤولون والصحفيون، وحين بدأ الحفل ودعيت الطالبات للخروج أمام الحضور، فوجئ الجميع بأنّ الفتيات الجزائريات خرجن بلباسهن الإسلامي الجزائري (الحايك). ويومها ثارت ثائرة الإعلام الفرنسي، ووجهوا سؤالاً إلى لاكوست وزير المستعمرات الفرنسي مفاده: ماذا كانت تصنع فرنسا في الجزائر طيلة مائة عام؟، عندها قال لاكوست قولته المشهورة: (وماذا أفعل إذا كان القرآن أقوى من فرنسا). قريب من ذلك وبعد مرور 90 عاماً وبعد مرور عدة أيام فقط على تصريحات الرئيس ماكرون يقولون إن الرئيس عندما ذهب الى مطار باريس ليستقبل الرهينة الفرنسية: صوفي بترونان التي كانت محتجزة في مالي لمدة أربع سنوات. وبعد أن نزلت صوفي من الطائرة واحتضنت ابنها بقوة قالت: «سأصلي من أجل مالي وأنا أطلب البركات والرحمة من الله لأنني مسلمة. تنادونني صوفي، لكن مريم هي التي أمامكم). شخصياً، كنت في باريس قبل أعوام قليلة عندما كان الوسط الإعلامي الفرنسي يتحدث عن صديقي وزميلي وبلدياتي من قرية «طليا» المجاورة لقريتي ابراهيم عبد الحميد طالب الدكتوراة الذي رفض استلامها من جامعة السوربون، عندما تبادل المناقشون الهجوم على الإسلام. ولأنه الإسلام السمح، ولأنهم المسلمون الوسطيون المعتدلون فإنهم يواصلون تثبيت وجودهم بل وفوزهم في كل انتخابات البلديات!. تلك هي الأزمة الحقيقية في فرنسا وليست أزمة المتطرفين الذين يمكن السيطرة عليهم في ليلة واحدة، أو قل في أسبوع أو شهر واحد.. فمن يستطيع الآن أن يحبس نور الإسلام وهديه وتسامحه واحترامه للشعوب وللأديان؟!.
