منذ انتشار جائحة كورونا في العالم مطلع هذا العام والعديد من استطلاعات الرأي المختلفة حول العالم تتوالى وتؤكد نتائجها في معظمها بأن العالم لن يكون بعد هذه الجائحة كما كان قبلها وهو متجه للتغيير، بل إن الكثير حول العالم لا يرغبون في العودة إلى ما كانت عليه بعض الأمور قبل الجائحة، وبالرغم من أن الحجر المنزلي كان له العديد من الآثار السلبية على البعض إلا أنه كشف عن العديد من الأمور التي من الممكن أن يتم القيام بها بشكل أفضل. من تلك الاستطلاعات التي أجريت استطلاع قامت به «يو غوف» وذلك لصالح شبكة (سكاي نيوز) خلال الربع الثاني من هذا العام وأفاد الاستطلاع بأن الكثيرين يعتقدون بأن لحظة التغيير قد حانت، وهناك فقط 27% يعتقدون بأن الحياة بعد الجائحة ستكون كما كانت قبل الجائحة في حين أفاد حوالى 59% أنها ستتغير بشكل كبير وهناك 57% أيدوا أن يكون العالم مختلفاً وأن 50% من عمليات التسوق ستكون إلكترونية كما تضمن الاستطلاع العديد من النتائج التي تؤكد بأن التغيير في أسلوب الحياة سيكون موجودا مستقبلاً بعد الجائحة. مؤخراً نشرت دراسة استقصائية أخرى أجريت بواسطة المنتدى الاقتصادي العالمي ونشرت نتائجها خلال هذا الشهر وشملت قرابة 21 ألف شخص في 28 بلدًا منهم المملكة العربية السعودية، وقد أبدى 89% من السعوديين المشاركين في هذه الدراسة رغبتهم في حدوث تغيير إيجابي في العالم بشكل عام وفي السعودية بشكل خاص بعد انتهاء الجائحة بحيث يصبح العالم أكثر استدامة وإنصافًا وقد حلت المملكة في الترتيب 12 بين الدول التي يرغب سكانها في حدوث تغيير بعد انتهاء الجائحة في حين جاءت كولومبيا في المركز الأول وروسيا في المركز الثاني. العديد من دول العالم أكدت بأن العالم تغير بعد الجائحة وأن غدًا لن يشبه اليوم وأن النظام العالمي بأكمله سيتغير ويفيد تقرير الأممالمتحدة الصادر خلال شهر مارس الماضي أن الجائحة سيكون لها آثار هائلة وطويلة المدى على الاقتصاد العالمي واقتصاد الدول على السواء وأن هناك كسادا قادما ومضاعفات حادة في الاقتصاد العالمي خصوصًا إن طالت مدة الجائحة والغموض الذي يكتنفها بشأن إنتاج اللقاح المرتبط بها، سواء كان التغيير شاملاً أو جزئيًا، حادًا أو طفيفًا، فمعظم المختصين يؤكدون وقوعه سواء على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي أو الصحي أو حتى الثقافي وهذا ما يؤكده أيضًا تاريخ البشرية مع الأوبئة والتي فرضت على الجميع بعد نهايتها طرقًا جديدة في التعاملات في مختلف جوانب الحياة.