لأننا الآن كلنا متشابهون، شكلا، فقد كان امتناع الرئيس الأمريكي ترامب عن ارتداء الكمامة يبدو غريبًا! الآن وبعد أن لبسها الرئيس، وبتنا جميعًا من أفقر أفريقي في الأدغال إلى أقوى شخص في أقوى دولة، ينبغي أن نحاكي بعضنا البعض جوهرًا، خاصة وأن الهم واحد أو قل قاسم مشترك! وإذا كان التشابه بين البشر يعد عند البعض أساسًا لفهم حقيقة الحياة، فان التشابه بيننا وبين بعض المخلوقات الأخرى التي خلقها جل شأنه، قائم أيضًا ولا يمكن تجاهله، خاصة فيما يتعلق بالأكل والشرب والإحساس بالنشوة أو الألم، بل والحزن أحيانًا! أكثر من ذلك، فإننا نشترك الآن على الأقل مع الجمادات في أن القدرة الإلهية تستطيع أن تعصف بنا جميعًا! وكثيرًا ما عملت الأعاصير عملها فواجهها الإنسان بترتيبات معينة، خاصة في ظل إمكانية توقع مواعيد وصولها ومواعيد زمجرتها وفورانها.. والشيء نفسه في حال الزلازل، حيث تتم المواجهة بتصميمات حديثة ومقاومة للبيوت والعمارات، بل والشوارع أيضًا! ثم كان ما كان وجاء كوفيد 19 متحديًا ومعلنًا أن الكل مطالب بارتداء الكمامة والقفازات وغسل اليدين، والحق أن الرئيس ترامب كان من أوائل الشخصيات التي ظهرت لتؤكد ضرورة غسل اليدين. لكن امتناع الرئيس الأمريكي عن ارتداء الكمامة حتى أول أمس الأحد 12 يوليو من عام 2020 كان مثارًا للاستغراب والدهشة، قبل أن يخرج للتصوير بها! ولأننا كلنا في الهم سواء، فقد آن لنا كلنا أن نتشابه في الواجبات، بل أن نسلم بها، آملين أن نتشابه مستقبلا في الحقوق.. ولعل أول هذه الحقوق في حال التوصل إلى لقاح أو علاج، أن تصل اللقاحات والعلاجات سريعًا إلى الناس في كل مكان.. عندها فقط سيشعر الإنسان بالأمان والاطمئنان لأخيه الإنسان، وسبحانه وحده.. له الدوام.