دعا إماما الحرمين إلى تذكر الضعفاء والمساكين والأرامل في برد الشتاء، وحسن الإيمان بالله، والاستزادة من منابع الخيرات المتعددة. وأوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي، المسلمين بالاستفادة من أبواب الخير، مؤكدًا أنه لافاتح للأبواب المغلقة والأمور المستعصية إلا الله. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس، إن إيمان العبد بأن ربه سبحانه هو الفتاح يستوجب حسنَ التوجه إلى الله وحده بأن يفتح له أبواب الهداية، وأبواب الرزق، وأبواب الرحمة، وأن يفتح على قلبه بشرح صدره للخير، قال تعالى: (أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين). وبين فضيلته أنه إذا استقر في نفسك أن الله هو الفتاح الذي يفتح لك الأبوابَ المغلقة والأمورَ المستعصية فلا تغتم، وإذا أوصدت أمامَك أبوابُ الناس وحيل بينك وبين ما تريد من الخير فلا تجزع بل الجأ إلى الفتاح، واهرع إلى الذي بيده مقاليد كل شيء. وأوضح الدكتور غزاوي، أن أبواب الفتح كثيرة فكونوا ممن يطلبها ممن يملكها، فمنها فتحه سبحانه لعباده باب التوبة، قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله عز وجل يَبسُط يده بالليل ليتوب مسيءُ النهار، ويَبسُط يده بالنهار ليتوب مُسيءُ الليل، حتى تَطلُع الشمسُ مِن مغربها) رواه مسلم. وقال: لا بد أن نعظم الله في نفوسنا ونعلمَ علم اليقين أن ما يفتحه الله للعبد فلن يمنعه أحد، وما يمسكه عن العبد فلن يجلبه أحد (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده). وفي المدينةالمنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير المسلمين بتقوى الله فبها تحصل البركة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ). وحذر إمام وخطيب المسجد النبوي من برد الشتاء القارس فعن عمر رضي الله عنه أنه قال: «إن الشتاء قد حضر، وهو عدو، فتأهبوا له أهبته من الصوف والخفاف والجوارب، واتخذوا الصوف شعارًا ودثارًا فإن البرد عدو سريع دخوله بعيد خروجه». ودعا إمام وخطيب المسجد النبوي إلى التأمل في عظمة الله وقدرته والتفكر في برد الشتاء، مضيفًا أن على الآباء الحنو على صغارهم بالكسوة، وتجاوز الخلاف إن وجد. ودعا إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين إلى تذكر الضعفاء والمساكين والأرامل والأيتام والمحتاجين، ومن لجأ أو نزح عن بلاده من المسلمين ضرب برد الشتاء منزله. وبين البدير أن المؤمنين هم أقرب الناس رحمة وشفقة وإحسانًا إلى الغير، وعلى المؤمنين تفقد أحوال الفقراء والمحتاجين بالكساء والغذاء.
