الذي لاشك فيه أن الموقف الخليجي الموحد من إيران في مجلس التعاون الخليجي يجب أن يبقى ثابتاً لا يتعرَّض للاختراق من أي دولةٍ من دوله، ذلك أن المجلس منذ نشأته، وغايته أن تكون مواقفه موحَّدة في وجه الأخطار الناتجة عن سياسات إيران، المراد منها النيل من المجلس عبر الزمن منذ ثورة إيران، ومحاولات تصديرها إلى دول المجلس عبر مواقف شيعية عبر إنشاء أذرع لإيران خارج حدودها، وموقف دول الخليج الصلدة في مواجهة زعزعة الأمن الخليجي عبر سياسة إيرانية، يُراد منها التأثير في مواقف دول الخليج الساعية إلى صد العدوان الإيراني المتكرر نحو الموقف الموحد من دول الخليج تجاه السياسة الإيرانية المحاولة زعزعة الأمن في دوله، والتي فشلت عبر الزمن، ولم تحقق إيران ما تريد من خلال ما ترسم من سياسات فاشلة للتأثير في سياساته الموحدة، رغم ما بذلت من جهود ينفق عليها من مال دولة خليجية واحدة، هي قطر، ونجح الخليجيون في صد تلك المواقف الهزيلة على مدى أربعين سنة مضت من عمر الثورة الإيرانية الفاشلة، والتي أدت عبر الزمن إلى فشلٍ ذريع لسياسات دعمتها دول غربية وعربية أرادت لإيران أن تنجح في التأثير في مواقف دول الخليج الصلبة في مواجهة السياسة الإيرانية الشاذة تجاه الخليج ولم تنجح. وهكذا يمر الزمان، ودولنا الخليجية تزداد مواقفها صلابة تجاه إيران، فتفشل سياساتها لتصدير ثورتها لدول الخليج، وتفشل أيضاً في حشد سياسات غربية وعربية -لم تنجح أبداً- لإضعاف مواقف دول مجلس التعاون الخليجي، ويبقى الخليج «الموحَّد المواقف» هو الظاهرة الأقوى لوحدةٍ عربية ذات سياسةٍ واحدة، تجاه كل ما تظن الدولة الواحدة الهزيلة قدرتها على التأثير على دوله ومواقفها، وتبقى هذه الدولة على وحدتها في مجلسها للتعاون الموحَّد. وإن شذَّت عنه دولة واحدة لم يكن لها تأثير في سياساته منذ النشأة وحتى يومنا هذا، وظل هواها لكل ما ليس عربياً ولا خليجياً، منذ عرف الناس مجلس التعاون الخليجي الموحَّد، وحتى هذا اليوم.
