عالم مرغوب الدخول فيه من قِبَل الكل، بسبب العوائد المتوقعة والنتائج التي يمكن حصدها، والمركز الذي سينجم عن النجاح في هذا المجال اجتماعياً ومالياً، مما يجعل الجاذبية أمراً واقعياً، ولكن يجب أن يتم ذلك بحذر، فالمخاطر عالية، وتحفُّ بالداخل من كل اتجاه، ومن كل مصدر داخلي وخارجي للمنشأة، وتجعل الاستمرارية أمراً لا يمكن تحقيقه بسهولة. وتحقيق النجاح تغيَّر عن الماضي، حيث تغيَّرت متطلباته، وأصبحت أكثر تعقيداً، خاصة وأن السوق أصبح غير واضح ومتغيِّراً بفعل التقنية، وبفعل بعض القوانين، ومتطلبات التشغيل والتراخيص، وبالتالي الرحلة أصبحت في عالم المجهول بكل ما تعنيه الكلمة، حيث لا يمكن التنبؤ بالتوجُّهات المتحكمة في تحقيق الأهداف. لذلك يعتبر عالم الروَّاد عالماً مختلفاً، ومطالبة واضحة صعب الحصول عليها، وتستلزم قدرات وكمية حظ كبيرة في عالم تتزاحم عليه الأفواه، والرغبة في تحقيق السبْق، وأصبح التميُّز والتفرُّد أمراً يستلزم جهداً وحظاً ومتابعة. عالم الروَّاد أصبح هو الباب الوحيد للثراء، وتحقيق اللا معقول في عصرنا هذا، وعادةً لا يحتاج الفرد إلى أن يكون السبَّاق، ولكن يستلزم القدرة على البناء، وتحقيق ما عجز عنه الآخرون في الوقت المناسب. وهناك أمثلة جديدة في كل دول العالم بدون استثناء، استطاعت أن تُحقِّق المستحيل، تحفّهم ملائكة الاستثمار Angel Investors، تُوفِّر لهم التمويل اللازم، وتدخل معهم إلى عالم الثروة، وأصبح هناك عالم قائم بذاته، وخبرات تراكمت من قِبَل ملائكة الاستثمار، لقيادة روَّاد الأعمال لتحقيق الحلم. ويعتبر التوافق والتفاهم أساساً للنجاح الذي يعتمد على قدرة الطرفين بالسير بالمشروع إلى بر الثروة وتحقيق الحلم، وأصبحت هناك تكتلات عالمية ومحلية لتحقيق النهضة الاقتصادية واقتناص الفرص، ودخلت السعودية في هذا المجال من أوسع أبوابه، وحققت السَّبْق من خلال اهتمام ودعم الدولة وبقوَّة، ومن المتوقع أن تشهد الساحة ظهور عدد من روَّاد الأعمال وملائكة الاستثمار، ونشهد تحقيق طفرات استثمارية في هذا المجال الذي يُعدُّ من أكثر المجالات مخاطرة، ومعها تكون العوائد الضخمة؛ لتتناسب مع المستويات.
