منذ صغره وهو شغوف بخدمة ضيوف الرحمن، حيث دخل في خدمة الحجاج والمعتمرين في عمر 10 أعوام، وبعد مضي هذه السنوات، وتخرجه من قسم الإعلام بجامعة الملك عبد العزيز، ازداد شغفًا وحبًا لخدمة ضيوف الرحمن مما حتم عليه أن يكمل مشواره في خدمة الحجاج مع التوسع فيه. وروى عضو المجلس التنسيقي لشركات ومؤسسات حجاج الداخل، وعضو اللجنة الوطنية للحج بالغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة، محمد سعد القرشي، حكايته في خدمة الحجاج قائلا: «نشأت وترعرعت في بيئة جميع من فيها يعملون في خدمة الحجاج والمعتمرين، وكان والدي يصطحبني معه إلى مشعر منى لتجهيز مخيمات الحجاج قبل موسم الحج بشهرين، وعندما كان عمري عشرة أعوام أول مهنة أوكلت لي هي تسكين الحجاج، وكانت حينها عبارة عن صالات قبل أن تأتي مخيمات منى المطورة التي أنشأت مؤخرا، وبعدها ترقيت إلى مهمة تفويج الحجاج عبر حافلات النقل». وأضاف: «حين كان عمري 15 عاما في عام 1415هجرية قام والدي في ذلك الحين بإعطائي مساحة صغيرة في مشعر منى لبناء مخيمات خاصة بي، وكنت أقوم بتأجير الخيمة الواحدة ب2500 ريال، وعند انتهاء الموسم ربحت 25 ألف ريال، وكنت مسرورا بها حيث إنها تعد بالنسبة لي موسما رائعا حيث إنها كانت في بداياتي». واستعاد القرشي موقفًا عالقًا في ذهنه قائلا: «في عام 1417 هجرية وكان عمري حينها 17 عاما وفي أحد أيام الحج الفعلي لم أذق النوم لأكثر من يومين، وكنت منهكا من العمل، ولم أجد مكانا أنام فيه، وبعد ساعات طويلة استيقظت في التاسعة صباحا ومن شدة حرارة الشمس استيقظت ووجدت بجواري مجموعة من الريالات في اعتقاد من الحجاج بأنني أحد المساكين». وقال: «الأسرة كاملة تعمل في الحج، أطفالي، وزوجتي، بلا استثناء، ووالدي كان حريصًا جدًا على أننا نعمل في الحج، وحياتنا كلها في مشعر منى منذ 1979م، وننام ونستيقظ على أصوات التلبية، ونعيش جميع اللحظات مع الحجاج شعوريا ونفسيا، فخدمة الحاج شرف عظيم». وأوضح القرشي أن الحجاج في التسعينيات الميلادية كان الشخص ينوي الحج ويأخذ معه خيمته، ويضعها في مركبته، ويأتي إلى مشعر منى ويقوم بنصب الخيمة، ويضع البوتاجاز، وأسطوانة الغاز، هو وأسرته، ويجلسون على الرصيف، ويكملون حجهم، ولكن اليوم ولله الحمد تحولنا من خدمة الحج والعمرة إلى صناعة الحج والعمرة مع رؤية 2030 التي تسعى إلى تطوير منظومة الحج والعمرة.