حذر الحزب الحاكم في باكستان وسائل الإعلام من تغطية انتقادية تتطابق كما قال مع "الخيانة"، فيما تتزايد الضغوط على وسائل الإعلام في البلاد منذ أشهر، وكتب حزب "التحريك والإنصاف" في باكستان، التابع لرئيس الوزراء عمران خان في تغريدة مساء أمس الثلاثاء "إن حرية التعبير هي جمال الديمقراطية، التعبير عن موقف العدو ليس حرية التعبير، ولكنه خيانة ضد الشعب". وأضاف في مجموعة من التغريدات التي تنتقد الصحافة بسبب تغطيتها التي تعتبر سلبية لحكومة خان: "إن على وسائل الإعلام والصحافيين الحرص على ألا ينتهوا خلال بحثهم عن انتقادات للدولة، عن قصد أم لا، إلى نشر آراء العدو"، وأكدت أن "الإجراءات المناهضة للدولة لا تؤثر فقط على صدقية مجموعتنا الصحافية، بل تبعث برسالة خاطئة إلى العالم أجمع"، داعية الصحافيين إلى أن يتصرفوا ب"مسؤولية"، ودائمًا ما تصنف باكستان بين أخطر الدول في العالم بالنسبة الى وسائل الإعلام، وغالبًا ما تعرض صحافيون للاعتقال والضرب وحتى القتل بسبب انتقادهم للحكومة أو الجيش الباكستاني القوي، وانتقدت منظمة مراسلون بلا حدود غير الحكومية في الفترة الأخيرة "رقابة" تؤشر إلى "اتجاهات ديكتاتورية مقلقة" بعد وقف ثلاث قنوات تلفزيونية باكستانية بثت خطابًا لزعيمة معارضة، وفي العام الماضي، حذرت لجنة حماية الصحافيين من أن الجيش الباكستاني القوي "فرض بهدوء ولكن بفعالية قيودًا على وسائل الإعلام"، إلا أن وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي قال في مؤتمر حول حرية الصحافة في لندن الأسبوع الماضي: "إن "تكميم" الصحافة "مسألة غير مطروحة". من جهة أخرى، أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأربعاء بتوقيف السلطات الباكستانية رجل دين يشتبه بأنّه أحد العقول المدبّرة لاعتداءات بومباي في 2008 وتعتبره واشنطن إرهابيًا، وكانت مصادر متطابقة ذكرت أنّ السلطات الباكستانية التي تتعرض لضغوط كبيرة لمكافحة المجموعات المتطرفة الناشطة على أراضيها، أوقفت في مدينة غوجرانوالا (شرق) الأربعاء حافظ سعيد الذي تعتبره الولاياتالمتحدة "إرهابيًا دوليًا" وتعرض مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لأي معلومات تؤدّي إلى توقيفه". وقال ترامب في تغريدة "بعد عشر سنوات من البحث أوقف +مدبّر+ اعتداءات بومباي في باكستان"، وأضاف: "تمت ممارسة ضغوط قوية في السنتين الأخيرتين ليتم العثور عليه"، في إشادة بما يعتبره تأثير إدارته على باكستان، وكان مسؤول باكستاني ذكر أنّ "حافظ سعيد كان متوجهًا إلى غوجرانوالا ليطلب الإفراج عنه بكفالة في قضية أخرى" عندما تم اعتقاله. وأكّد متحدّث باسم حزب الدعوة (الجماعة الإسلامية التي يقودها حافظ سعيد)، لوكالة فرانس برس توقيف زعيم الحزب، بدون تفاصيل إضافية. وتعتبر الأممالمتحدة هذه المنظمة إرهابية بينما ترى فيها الهند واجهة لجماعة عسكر طيبة المتهمة بالوقوف وراء اعتداءات بومباي التي أودت بحياة أكثر من 160 شخصًا في 2008.