تشتهر محافظة الأحساء بالأكلات الشعبية القديمة والموروثة، خاصةً في القُرى، وتتفنَّن السيدات في إعدادها وتجهيزها وتقديمها للمُهنئين بالعيد. ويتصدر الخنفروش الأكلات الشعبية اللذيذة عند أهل الخليج عامةً - وتتسابق الأُسَر والعوائل في ليلة العيد بعملها ووضعها في مقدمة المجلس مع دلَّة القهوة؛ ليتناولها الضيوف والمباركية، ويعتبر من الوجبات الأساسيات في العيد. ووجود الخنفروش ضروري على موائد الأغنياء والفقراء على حدٍّ سواء في الوقت الحالي، حتى أصبح وجبةً أساسيةً عند الجميع في أيام العيد، وخاصة الأيام الثلاثة الأولى. ويحتاج تحضير الخنفروش إلى مهارة عالية في الطبخ؛ لذا فإن السيدات المُسِّنات هن أفضل من يقمْنَ بتحضيره. وتتحدث السيدة أم موسى -وهي من أهل قرية أبو الحصى بالعمران- عن عمل وصناعة الخنفروش فتقول: الخنفروش أكلة شعبية تُحضَّر من كيلو جرام من الأرز المطحون و15 بيضة، وكوبين من السكر وفنجان من ماء الورد وكوب حليب بارد وملعقة صغيرة من الزعفران وملعقة متوسطة من الهيل، وتخلط جميع العناصر الغذائية، بشكل جيد باليد أو بواسطة الخلاط الكهربائي، ثم يضاف إليه القليل من الخميرة، ويترك حتى يختمر، ثم يقطع على شكل دوائر، ويوضع في السمن المغلي على نار خفيفة حتى يحمر وبعدها يكون جاهزًا للأكل. وتضيف أم عبدالله ناصر، أنَّ الخنفروش يحتاج إلى خبرة وفن وممارسة وخفة يد ومعرفة المقادير بدقة، وهذه الأكلة موروث شعبي توارثناها عن آبائنا وأمهاتنا منذ زمن. كما تجهز بعض الأمهات الخنفروش في البيوت، وتقوم ببيعه بناءً على توصية من البعض، وكل صحن له قيمته من العشرين وحتى المائة ريال. ومن الأكلات الشعبية الموروثة في أيَّام العيد ((المرقوق))، وهو أحد الأكلات والأطباق الشعبية المشهورة على مستوى الخليج العربي في ليالي المناسبات، ومنها ليلة العيد؛ وذلك لسهولة إعدادها وبساطتها، وكذلك لفائدتها وقيمتها الغذائية الكبيرة وما تحويه من عناصر جيدة كما تُفيد السيدة أم وائل جواد. ويتفق الطفلان حسين مكي ورضا عبدالله -على حبهما وشغفهما الكبير بطبق المرقوق، ويؤكدان أنها تمدهما بالقوة والنشاط والحيوية. ومن الأكلات الشعبية المتوارثة ((المبصَّل))، وعن طريقة عمله تقول السيدة أم جاسم مكي: هو أكلة شعبية طيبة تتكون من طحين البُر وملعقة خميرة وملح وماء دافئ للعجن، ويُضاف إليها البيض وقطع من البصل وبعض البهارات والفلفل الأسود المطحون، وفي النهاية بعد أن تتحمَّر يُضاف إليها دِبس التَّمر. ومن الأكلات الشعبية المتوارثة ((الزلابيا)) والتي تتكون من الدقيق والنشا والسُّكر والخميرة وذرة ملح وماء دافئ للعجن، كما تُفيد السيدة أم عماد عبدالله.