يعتبر ال( ستاند آب كوميدي ) نوعاً من أنواع الكوميديا وهو فن حديث في المنطقة يطلق البعض عليه فن الشخص الواحد، ولم توجد أندية تضم هذا النوع من الكوميديا لدينا إلا مؤخراً حيث تأسست بعض الأندية والتي يقف الفنان الكوميدي فيها مباشرة أمام الجمهور ويبدأ في تقديم النكات والتحدث عن بعض المواضيع بشكل مضحك مما يساهم في تفاعل الجمهور معه. وقد لاقت تلك العروض مؤخراً رواجا كبيراً خصوصاً مع انتشار قنوات اليوتيوب عبر وسائل التواصل الاجتماعية مما ساهم في شهرة بعض أولئك الفنانين. الشخصية الفنية والتي تقوم بهذا الدور تعتمد بشكل رئيسي على حس الفكاهة وروح الدعابة والعفوية والارتجال والقدرة على طرح الأفكار والعبارات بشكل متسلسل وفكاهي، ويعد هذا الفن من الفنون الصعبة والتي توجب على الفنان أن ينتزع الضحكة والبسمة من وجوه المشاهدين وهو أمر ليس بالهين، كما أنه في الوقت نفسه فن خطر إذ إن هناك خيطاً رفيعاً للغاية بين أن تطرح الأفكار بشكل كوميدي مضحك وبين أن تسخر من الآخرين من أجل إضحاك الناس فالفن له أصول، وقد تتوفر الموهبة لدى بعض الأفراد لكنهم لا يتمكنون من تطبيق أصول ممارسة الأدوار الفنية، فيعتمدوا على إمكانياتهم الفردية وقدراتهم والتي قد تغريهم لاستخدام بعض الطرق الخاطئة وتشجعهم على التجاوز وعدم الالتزام بأي ضوابط وحدود ظناً منهم أن تلك السخرية والاستهزاء ستساهم في شهرتهم وانتشار أعمالهم . مؤخراً تداولت وسائل التواصل الاجتماعية أحد مقاطع الفيديو لأحد هؤلاء الذين مارسوا هذا الفن غير أنه لم يوفق في ما كان يقدمه فتضمن تقديمه سخرية واستهزاءً وتجاوزاً ممن خسروا أطرافهم في الحروب والمعارك وذلك من أجل إضحاك الآخرين مما استدعى صدور قرار من النيابة العامة لاستدعاء ذلك الفنان والتحقيق معه حول صحة ذلك المقطع، كما أحالت وزارة الإعلام ممثلة في لجنة المخالفات الإعلامية الموضوع للتحقيق مع تأكيد الوزارة دعمها للحريات الفنية وفي نفس الوقت عدم تهاونها بشأن أي تجاوز يسيء إلى رجالنا المرابطين والذين نفخر بهم جميعاً. إضحاك الناس من خلال السخرية والاستهزاء أو التهكم أوالكذب أمر خطير يجب عدم التهاون بشأنه وخصوصاً إن مسَّ هذا الأمر فئة عزيزة على قلوبنا وهم حماة الوطن الذين يرابطون على الثغور ليحمونا ويحموا ذلك الفنان الساخر.
