* في رياضتنا، لاسيما كُرة القدم، هناك ما يُعرف بالأندية الكبيرة، وهي (الاتحاد والنصر والهلال والأهلي)، وتلك التسمية سببها تاريخها وبطولاتها وجماهيريتها، ولا اعتراض على كلِّ ذلك؛ ولكن الواقع يؤكد بأن تلك الأندية في أسلوب إداراتها تبدو صغيرة جداً؛ -مع التقدير لأشخاص وذوات القائمين عليها-. * فتلك الأندية فاشلة إدارياً وبامتياز؛ رغم أنها تمتلك إرثاً تاريخياً يمكن البناء عليه، وكذا أعضاء شَرف لهم خبراتهم في شتى المجالات، فبعضهم ناجحٌ في إدارة شركات ومؤسسات وبنوك كبرى؛ إضافة لما لديها من إمكانات مالية قادرة على جَلب المتفوقين والمتميزين إدارياً من داخل المملكة وخارجها. * مظاهر الفَشَل كثيرة ومن أهَمّها: الهَدر المالي الكبير على «كُرة القَدم» في التعاقد مع المدربين واللاعبين، وفي إلغاء عقودهم، وما يترتب عليها من جزاءات؛ وهو الأمر الذي حَمّل الأندية مئات الملايين من الريالات، التي وصلت قضاياها للمحاكم الدولية المتخصصة، والتي كانت ستدخل الرياضة السعودية في نفق مظلم؛ لولا التدخل الكريم من سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان الذي قام بمهمة الإنقاذ بتسديد تلك الديون. * تلك الأزمة لم تكن كافية لتمنح مسؤولي تلك الأندية العبرة والعظة، فقد استمرت الفوضى الإدارية والعبث بالمال العام؛ فلكم أن تتصوروا بأن تلك الأندية جميعها قد غَيّرت مدربيها وطائفة من لاعبيها المحترفين هذا الموسم الذي مازلنا في منتصفه تقريباً؛ وكلّه طبعاً وبالتأكيد بثمنه، وبالملايين من الدولارات في الإلغاء والتعاقد الجديد. * وفي هذا الإطار وما يزيد من الألَم وقوع رؤساء «الأندية تلك»، ومع سابق الإصرار والتَّرَصُّد ضحية كاملة الدّسَم للسماسرة؛ فالمدرب أو اللاعب الأجنبي يحضر عندنا بثلاثة أضعاف قيمته لو تعاقد مع أندية تُركيا أو عرب شمال أفريقيا، وهي التي تنبهت لذلك؛ فأصبحت السوق السعودي هدفاً لاستثماراتها، ومكاناً لتمرير صفقاتها! * أيضاً من شواهد الفشل الإداري، التركيز فقط على كُرة القدم، وإهمال الرياضات الأخرى، وكذا الأدوار الاجتماعية والثقافية للأندية كما تَنُصُّ عليه لائحتها ومبرراتها إنشائها. * وهنا ما أعرفه بأن الأندية الرياضية ما زالت مُلكاً للدولة؛ ولذا فلابد أن تستهدفها الجهات الرقابية؛ لتقوم بالتحقيق في كُلِّ مَا فَات ومراقبة مَا هو آت؛ فمن عناوين عهد (سلمان الحَزم، وولي عهده محمد العَزم -حفظهما الله-): المحافظة على المال العام، وترشيد المصروفات، ومحاربة الفساد بمختلف صوره، ومهما كان فَاعِلُه؛ فما نتوقعه فتح ملف الأندية الرياضية، والشفافية في إدارته.