قرأت ما خطته يد الأخ جهاد عادل أبو هاشم في جريدة الجزيرة عن التسول في المساجد يوم الثلاثاء 9 ربيع الثاني 1426ه الموافق 17-5- 2005م العدد 11919، وأشكره على مقالته التي أثلجت صدورنا وأصابت كبد الحقيقة، فهذا ما يحدث على أرض الواقع، المتسولون يملأون الشوارع، وفي كل مكان، وأود أن أعقب على موضوع التسول وسؤال الناس ونظرة الإسلام له. يغرس الإسلام في نفس المسلم كراهة السؤال للناس، تربية له على علو الهمة وعزة النفس، والترفع عن الدنايا، وإن رسول الإسلام ليضع ذلك في صف المبادئ التي يبايع عليها صحابته، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من يتكفل لي أن لا يسأل الناس شيئاً واتكفل له بالجنة.. فقال ثوبان: أنا يا رسول الله، فقال: (لا تسأل الناس شيئاً) فكان لا يسأل أحداً شيئاً. فالعمل هو الأساس، وهو أساس الكسب، وعلى المسلم أن يعمل من أجل أن يوفر لقمة العيش، وأن نظر إليه بعض الناس نظرة استهانة، أفضل من تكفف الناس. كثيرون يفكرون أن التسول والسؤال يعالجان بالمعونة المادية الوقتية، وأنه يعالج بالوعظ المجرد والتنفير من المسألة كما يصنع آخرون، ونسي هؤلاء أن الحل هو الأخذ بيده في حل مشكلته بنفسه وعلاجها بطريقة ناجحة. وعلمه المثل القائل: لا تعطني سمكة، بل علمني كيف اصطاد، وعلمه أن كل عمل يجلب رزقاً حلالاً هو عمل شريف كريم.