حذَّرت هيئة الأممالمتحدة المكلَّفة بمراقبة تهريب المخدرات أمس الاربعاء من أن عمليات تهريب المخدرات تهدد السلام في أفغانستان، في حين قالت إن زراعة الأفيون استؤنفت تحت سلطة الحكومة الانتقالية. وذكرت الهيئة الدولية لمراقبة تهريب المخدرات في تقريرها لعام 2001 الذي نشر في فيينا أن زراعة الخشخاش الذي ينتج انطلاقا منه الأفيون والهيرويين تشهد ازدهارا في أفغانستان منذ سقوط نظام طالبان. وأعلن رئيس الهيئة حميد قدسي أن «زراعة الخشخاش غير المشروعة استؤنفت، هذا يثير قلقنا ونرغب في تعاون دولي حتى لا تعود أفغانستان المنتج الأول للأفيون في العالم». وأضاف «علي أن ألفت انتباه الأسرة الدولية إلى أن مشكلات المخدرات يجب أن تبقى في صلب إرساء السلام والأمن وتنمية المنطقة». وأكد أن «إنتاج المخدرات وتهريبها جزء لا يتجزأ من المجتمع الأفغاني منذ عقود لدرجة أنني لم أعد اعتقد بأنه من الممكن إرساء السلام والاستقرار» في هذا البلد دون تسوية المشكلات المرتبطة بتهريب المخدرات. وكانت أفغانستان أبرز مصدر للأفيون في العالم: 70% من الإنتاج العالمي للأفيون في العام 2000 و90% من كميات الهيرويين التي تباع في أوروبا كان مصدرها أفغانستان. وشجعت حركة طالبان زراعة الخشخاش خلال معظم سنوات حكمها، وفي تموز/يوليو2000 أصدر زعيم حركة طالبان الملا عمر حظرا على هذه الزراعات للحصول على اعتراف دولي لنظامه. وأوضحت الهيئة الدولية لمراقبة تهريب المخدرات أن هذا الحظر ساهم في تراجع الإنتاج العالمي للأفيون بنسبة 60% وإنتاج الخشخاش الأفغاني بنسبة90%، إلا أن «الزراعات المحظورة استمرت في مناطق أخرى من البلاد» لا تخضع لسيطرة طالبان. كما أصدرت الحكومة الأفغانية الانتقالية برئاسة حامد قرضاي التي وصلت إلى السلطة بعد سقوط نظام طالبان حظرا على إنتاج الخشخاش وبيعه، وطلب قدسي دعم الأسرة الدولية لهذا الإجراء «المطبق على نطاق أوسع» مما كان عليه خلال نظام طالبان. وقامت الولاياتالمتحدة الاثنين بمبادرة حيال الحكومة الأفغانية الانتقالية التي لا تزال سلطتها هشة برفع عقوباتها المتعلِّقة بتهريب وإنتاج المخدرات في هذا البلد دون انتظار نتائج ملموسة. واتخذت السلطات الجديدة التي تولت مهامها في كانون الأول/ديسمبر تدابير أولية مهمة وأكدت بوضوح أنها تمنع زراعة الخشخاش وتهريب المخدرات، كما أنها بدأت العمل مع الأسرة الدولية في هذا المجال حسب ما قالت واشنطن. وأضاف قدسي «إنه حق الولاياتالمتحدة»، ومضى يقول «إنني واثق من أن الولاياتالمتحدة على غرار جميع الحكومات في العالم ما زالت قلقة جدا من إنتاج وتهريب المخدرات في أفغانستان».