(1) التقويم الجديد: إذا كانت التقاويم التاريخية المتداولة تحسب بالهجري أو الميلادي، وبالشمسي أو القمري، فإن حالتي المرضية أوجبت عليَّ ابتداع أو إبداع تقويم جديد أسميه الآن: التقويم المَرَضي. وبناءً عليه، فإن إصابتي بالحادثة في أواخر شهر صفر 1435ه -وتحديداً في ال25 منه- يوافق أول أيام الشهور المرضية وفقاً لهذا التقويم. ومن هنا ستكون الشهور المَرَضيَّة وموافقاتها بالتاريخ والشهور الهجرية على النحو الآتي: 25/2 – 25/3 الشهر المرضي(1) 26/3 – 26/4 الشهر المَرَضِي(2) 27/4 – 27/5 الشهر المَرَضِي (3) 28/5 – 28/6 الشهر المَرَضِي (4) 29/6 – 29/7 الشهر المَرَضِي (5) 1/8 – 30/8 الشهر المَرَضِي (6) 1/9 – 30/9 الشهر المَرَضِي (7) هنا سنلاحظ أن التوافق والتلازم بين شهوري المرضيَّة، والشهور الهجرية، تبدأ من الشهر المَرَضِي الرابع/ والذي يوافق آخر يومين من شهر جمادى الأولى و28 يوم في شهر جمادى الآخرة، ثم يكون الشهر المرضي الخامس الذي يوافق آخر يوم من شهر جمادى الآخرة إلى آخر يوم في شهر رجب، ثم يبدأ الشهران المرضيان السادس والسابع ليتوافقا مع شهري شعبان ورمضان وهذا يعني أن شهوري (المرضيَّة) بلغت (سبعة) والحمد لله على كل حال. نحن الآن في الشهر المرضي الثالث وفيه بدأت علامات التشافي والتعافي والحمد لله: - الخدمة الذاتية في دورة المياه وضوءاً واغتسالاً وأنا جالس. - الصلاة واقفاً لتكبيرة الإحرام والاستمرار حتى الركوع مع الإمام منذ صلاة العصر يوم الإثنين 16/5 - تخلصت من الكرسي المتحرك والمشي بالعكازين واستخدام العصا. - الصعود إلى الدور الثاني في المنزل عبر السلم الداخلي. - عدت إلى لبس العقال في صلاة الجمعة 27/5. - المشي من دون عصا منذ 16/5. - بداية الوضوء واقفاً 22/6. - الصعود إلى المكتبة في ملحق الفيلا والاطمئنان على الكتب ونظافتها وللأسف كانت مهملة والغبار يغطي كل شيء منذ بداية الحادثة، قلت لزوجتي وأولادي إن هذا يذكرني بالموت فسعيت إلى تنظيفها وإعادة ترتيبها وأوصيتهم بالاهتمام بها أسبوعياً. - التدريب على قيادة السيارة، والذهاب لمشاويري الخاصة. - العودة للعمل 6/6. وهنا رفعت شعاري الجديد: وداعاً للمرض والعجز.. ومرحباً بالصحة والعافية. في هذا الشهر المرضي الثالث/ الخامس الهجري.. تستعد الثقافة السعودية لاستقبال معرض الرياض الدولي، وكم كانت سعادتي وأنا أتلقى اتصالاً هاتفياً من مكتب سعادة وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان في يوم الأحد 1-5-1435ه يدعوني لزيارة المعرض ضيفاً على الوزارة. شكرت المتصل وأبلغته بحالتي الاستشفائية وعذري عن المشاركة، وفي هذا الشهر - أيضاً - بدأت المشي من دون عصا والعودة لقيادة السيارة والذهاب بها للمسجد ثم للمشاوير الخاصة، وتأكد ذلك بعد سفر السائق الخاص نور زمان. الغريب في الأمر أن جاري أبو إياد كان ينصحني ألا أقود السيارة في الحي وأمام جيران المسجد، وألا أترك العصا حتى يألف الناس وجودها معي وكل ذلك خوفاً من العين أعاذنا الله، فقلت له: هذه من النظرات السلبية التشاؤمية، على رغم أن العين حق. أما النظرة الإيمانية والإيجابية فهي التفاؤل وأن ما يقدره الله سيحصل مهما كنا حذرين. وفي هذا الشهر -أيضاً- عادت الذاكرة الشعرية تنبض بالقصيد، وتتهيأ النفس الشاعرة لمراودة الحروف والمعاني الشعرية علَّها تهطل بفيض من الشعور ومزيد من الأحاسيس.. فكانت هذه النصوص. (2) عصر الثلثاء 3-5-1435ه سمني ما تشاء (1) وحتى متى.... يا مواني القلوب العتيقة.. يظل الضياء شحيحاً؟! وأيقونة المد تحبو وشيكاً؟! وتغزو قرانا جموع الجراد؟! (2) وكَسَرْتُ - عمداً - سيفيَ المصقول... لا طارقاً - مرَّ على الذاكرة.. ولا حلَّ - ذو يزن - بيننا.. فأوقد على الطين.. حتى يصير رماداً... ومنه سأخلق «رمانة المستحيل»... و«عنقاء» هذا الزمان الكئيب!! (3) وأتيتَ متشحاً نبوءات الحداد.. تغلفها مشية طازجة.. تعربد في ذاتك أحلامُها.. فتوغر صدر الزمان الدنيء.. وتوشك أن يعتريك السوادُ/ مدججاً بالثآليل.. وبالودع الساكن أمشاجنا وبالنوء يكذب: لا غيث يحمل..لا ريح تعصف.. وما تم غيث... (.......) البلاد!! (4) تثاقلت عمَّا نويت/ وكانت مجالاً... لهذا الذي سموه ليلاً/ وسميته حقلاً من الزنجبيل المطهم/ أغنية لهذا المساء الثقيل... الذي صَبَّ وابله دونما رحمة/ واحتواني - بعد لأي - سراب الذهول!! (5) سَمِّني ما تشاء: عارف/ خائف/ ناشف/ جارف/ كاشف/ رائف/ زائف/ طائف/ واقف.... كلها بدعة هذي المعاني، وهذي الأسامي.. كل ما فيها سراب!! وها هي فيروز تُنْشِدُ: «أسامينا...شو تعبوا أهالينا تلاقوها..الأسامي كلام..شو خص الكلام.. عينينا هنيِّ أسامينا» * * * ظهر الثلثاء 10/6 تركي ورهف.. يعودان من المدرسة!! تعود الحياة إذا عدتم وتصفو مشاربها العلقم فأنتم ضياء العيون الرميدات أنتم لها بلسم بنيَّ: ومن غيركم يُطفئُ النار إذ تضرم ومن غيركم يُضْحِكُ الليل إذ يُظْلِمُ ومن غيركم يُبْهِجُ النفس إذ تُكْتَم ومن غيركم به أتسامى ولا أندم شبابي يعود إذا «شفتكم» إلى المجد تسعون لا تسأموا وعمري يطلَّ على عمركم ندياً فتياً به تنعموا أحس بكم في الحياة حياة يطول بها العمر فلتغنموا حبيباي عادا فيا مرحبا بعودتهم تورق الأنجم ف«تركي» ضياء الزمان الوضيء و «رهوفتي» جنة تبسم * * * * شاعر سعودي.