فوجئ مقدم برنامج «صباح أون» يوسف الحسيني أمس بضيفه جمال تاج الدين عضو لجنة الشؤون القانونية في حزب «الحرية والعدالة» التابع لجماعة «الإخوان المسلمين» يتهمه بأنه كان يعمل مع توفيق عكاشة صاحب قناة «الفراعين» المغلقة الآن. وبصرف النظر عن أن أي مشاهد عادي يمكنه أن يدرك أن ما قاله الضيف ليس صحيحاً، فإن القصد من هذا هو استعداء المشاهدين في البيوت ضد مقدم البرنامج الذي تعرض لمحاولة اغتيال سابقاً دفعته للفرار من بيته والتنقل مع أسرته في بيوت أخرى، كما روى الحسيني بنفسه لجريدة «الصباح». وليس الحسيني وحده من تعرض لتعقب فضائي، إذ سبقته جيهان منصور مقدمة برنامج «صباحك يا مصر» عبر فضائية «دريم» ولميس الحديدي التي هوجمت في برنامجها عبر قناة «سي بي سي» من قيادات إخوانية. يحدث هذا في الوقت الذي حوصرت فيه مدينة الإنتاج الإعلامي التي تضم مقار القنوات الفضائية كلها، وعلى مدى أسبوعين أقام المرشح السابق للرئاسة الشيخ حازم أبو إسماعيل لأنصاره منصة ودورات مياه وهم يفترشون الحدائق الخاصة في المدينة ويرفعون لافتات تطالب بتطهير الإعلام، كما راحوا يفتشون مقدمي البرامج والمعدين والمخرجين. وفي كل هذه الأحوال كان صُناع البرامج يراوغون ويتخفون لكي يدخلوا إلى عملهم من أماكن بعيدة وغير متوقعة في مبنى المدينة الفسيح، وكان أيضاً الشيخ حازم يرفض وهو يحاصر المدينة أن يحلّ ضيفاً على أحد برامجها ليبرر فعلته (مع أنه كان ضيفاً على كل البرامج قبلها حتى أصبح نجماً). وتصاعد الأمر بعدما فشلت خطة إرهاب وترويع الإعلاميين، وإذ بأعداد تهاجم مقر جريدة «حزب الوفد» في الدقي وما حولها الأحد وتخرب وتدمر المقر بما فيه من أجهزة ومكاتب، وحين اتضح أنهم من أنصار حازم أبو إسماعيل أنكر هذا الأخير الموضوع، بل اضطر للظهور بصوته في برنامج «مصر الجديدة» مساء الاثنين ليقول لمقدم البرنامج معتز الدمرداش أنه يتحدى أن يثبت أحد عليه التهمة، وحين سأله لماذا يحاصر «الإعلاميين» وأنه شخصياً تضرر كثيراً حتى يصل إلى عمله، حاول أبو إسماعيل المراوغة، فأنهى معتز المداخلة بدعوى للحوار على الهواء في الأيام المقبلة. الآن تحولت برامج الحوارات عبر القنوات المصرية إلى منصات للحرب وليس للحوار، ويذهب إليها الضيوف لإطلاق قذائفهم ليس على خصومهم السياسيين فقط، وإنما على مقدمي ومقدمات هذه البرامج أنفسهم والذين أصبحوا في موقف صعب، مهنياً وإنسانياً، فإما أن يقبل كل منهم أن يعمل من خلال ضميره المهني والإنساني ويكون نائباً عن المشاهد، أو يعمل من خلال نظرية «لا أرى لا أسمع لا أتكلم» أو أن ينحاز إلى السلطة، وهو ما يثبت قيمة عدد من الإعلاميين الشرفاء في مصر الآن.