جدة - «الحياة» - أ ف ب - أكدت مصادر ديبلوماسية عربية في الرياض ل«الحياة» أن وزراء خارجية السعودية والأردن ومصر وقطر والإمارات سيبحثون في جدة (غرب السعودية) اليوم (الأحد) – بمبادرة من السعودية – إمكان إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، وتنامي خطر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق وسورية. ولم يتضح إذا كانت الدول الخمس تملك خططاً محددة لكبح خطر «داعش»، لكن المراقبين قرنوا التحرك الخماسي العربي بالتصعيد ضد «داعش» في الولاياتالمتحدة وبريطانيا، وحذروا من أن أية دولة عربية وغربية لم تعد في مأمن من التنظيم الإرهابي المتطرف. وذكرت المصادر أن خطر «داعش» سيجمع في جدة اليوم دولاً عربية تشهد العلاقات بينها توتراً ظاهراً، كما بين مصر وقطر، وما بين السعودية والإمارات من جهة وقطر من الجهة الأخرى. ولكن يبدو أن الخطر الداهم للمتطرفين في العراق وسورية كفيل بحمل القوى العربية المؤثرة على تناسي خلافاتها موقتاً. وقال بيان لوزارة الخارجية المصرية أمس إن اجتماع جدة سيناقش سبل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، بعد «تنامي وجود تنظيم داعش في العراق وسورية، والذي بات يهدد الأمن الإقليمي». وأضاف البيان أن وزير الخارجية المصري سامح شكري «سيقوم بزيارة للسعودية، للمشاركة في اجتماع وزاري يضم مصر والسعودية والأردن وقطر والإمارات». وأشار إلى أن الاجتماع «يأتي في سياق تدهور الوضع في منطقة المشرق العربي، وتنامي وجود التيارات المتطرفة وتنظيم داعش في كل من العراق وسورية، وهو ما يفرض - أكثر من أي وقت مضى - ضرورة البحث عن حل سياسي للأزمة السورية يعيد الاستقرار إلى هذا البلد، ويعيد الأهالي إلى مواطنهم بعد أن هُجّروا وعانوا معاناة شديدة، ويسمح في الوقت نفسه بتحقيق طموحات الشعب السوري وتطلعاته المشروعة (...)، ويوفر الظروف المناسبة لمكافحة الإرهاب الذي بات ظاهرة تهدد الأمن الإقليمي على نحو غير مسبوق». و«داعش» هي التسمية المختصرة لتنظيم «الدولة الإسلامية» المتطرف الذي احتل مساحات واسعة من سورية والعراق، وقام بتهجير السكان خصوصاً من الأقليات، وسط أنباء عن ارتكاب مجازر وفظائع. وتصاعدت المخاوف من خطر تنظيم «الدولة الإسلامية» بعد قيام مسلحيه بإعدام الصحافي الأميركي جيمس فولي، ما أثار صدمة في الغرب. واعتبرت وزارة الدفاع الأميركية أن القيام بعمليات في سورية قد يكون ضرورياً بعد أن كبحت الضربات الجوية في الأسابيع الأخيرة تقدم المجموعة المتطرفة في العراق. وكان البيت الأبيض أعلن (الجمعة) أنه قد يكون من الضروري القيام بضربات جوية في سورية، حيث يسيطر التنظيم المتطرف على مساحات كبيرة. وبعد إعلانه «الخلافة» أواخر حزيران (يونيو) أضاف تنظيم الدولة الإسلامية منذ ذلك الحين شريطاً في شمال العراق إلى الأراضي التي استولى عليها في شرق سورية. لكن إذا أرادت واشنطن إطلاق ضربات عسكرية في سورية فذلك يعني تعديلاً في موقفها الحذر من النزاع السوري. وتضاعفت حصيلة الحرب في سورية، المستعرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، خلال عام لتتجاوز 191 ألف قتيل بحسب الأممالمتحدة. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، أمس، إن الاجتماع الذي سيعقد للوزراء في مجموعة الاتصال الدولية المعنية بالشأن السوري، سيبحث مجمل الأوضاع في المنطقة.