قد تكون موجة الحر الشديد التي شهدتها بقاع كثيرة في الارض وكان الاوروبيون اكبر المتأثرين منها، أثارت دهشة العلماء، لكن كوكب الارض هو اكثر حرارة من اي وقت مضى، وتحديداً منذ 2000 سنة، في دراسة اعتبرت الاكثر دقة وتفصيلاً في تاريخ المناخات الجوية. واكد معد الدراسة البروفيسور فيليب جونز من معهد ابحاث جامعة ايست انغليا شرق انكلترا انه ليست هناك اشارات او دلائل على ان درجات حرارة الارض والانحباس الحراري في طريقها الى الانخفاض، وتوقع ان تزيد حرارة الارض ثلاث درجات على الاعوام المئة الماضية. وجاء هذا التقرير بعد وفاة آلاف الاشخاص في انحاء اوروبا، خصوصاً في فرنسا، وغالبيتهم من كبار السن، بسبب بلوغ الحرارة درجات قصوى. وقام معدو الدراسة بتجارب وأبحاث على حلقات الشجر ومركز تجمع الثلوج ورسوب البحيرات، في عدد من البلدان ذات المناخات المختلفة، شملت تايبيه وغرينلاند والشمال الغربي من القارة الاميركية، اضافة الى الحفريات الصدفية من الوديان الاميركية وحلقات الاشجار الاوروبية. واستنتجوا ان الحرارة في نهاية القرن العشرين كانت غير معهودة منذ نحو ألفي عام للاجواء الشمالية، لكنهم لفتوا الى حدوث موجات حارة جداً في العصور الوسطى بين عامي 800 و1400 ميلادي. ووجد البروفيسور جونز ان درجات الحرارة تختلف في كل قرن ارتفاعاً وهبوطاً بما معدله 0.2 درجة مئوية، ولكن خلال ال25 سنة الماضية شهدت تصاعداً "درامياً" كبيراً. وكان يجب مع زيادة نشاط البراكين والاستقرار النسبي للحرارة المكتسبة من الشمس، هبوط الحرارة بنحو 0.1 درجة مئوية منذ العام 1970، ولكن العكس هو الذي حدث، اذ ارتفعت درجات الحرارة بنحو 0.3 درجة مئوية. وخلال القرن العشرين كانت هناك زيادة في الحرارة بنحو 0.6 درجة مئوية. وقال جونز عن السنوات الثلاثين الماضية: "الطريقة الوحيدة التي نستطيع ان نفسر فيها لماذا نشعر بالحرارة الشديدة هي زيادة الغازات المنبعثة من البيوت الدفيئة وهذا التغيير المناخي هو من صنع الانسان". ويرفض بعض العلماء فكرة ان الانحباس الحراري في كوكب الارض هو جزء من التغييرات الطبيعية لدرجات حرارة الارض، فيما يقول آخرون ان نشاط بقع الشمس يفسر الارتفاع في درجات الحرارة.