حقق فيلم محمد هنيدي "همام في امستردام" اقبالاً منقطع النظير منذ بدء عرضه في ثلاث دور سينما في الأردن، متزامناً مع عروضه القاهرية. وبلغ عدد الذين شاهدوا الفيلم في أيام عرضه الستة الأولى زهاء 100 ألف مشاهد، بحسب مدير سينما غاليريا جسام عموري الذي قال ل "الوسط" إن "هذا الرقم قياسي بالنسبة إلينا". وقد تردد النقاد والمحللون في تفسير تلك الظاهرة: هل تعود إلى شخصيّة هنيدي الكوميديّة فقط، أم أيضاً إلى الخطاب السياسي للفيلم الذي يهاجم اسرائيل بشدّة؟ وكان الفيلم الذي كتب قصته مدحت العدل، وأخرجه سعيد حامد انتاج محمد العدل، قد أطلق في عمّان بعرض افتتاحي حضره بطلا الفيلم محمد هنيدي وأحمد السقا، إلى جانب الأخوين العدل اللذين عقدا مؤتمراً صحافياً شارك فيه السقا، وغاب عنه هنيدي مقدّماً تبريرات لم تقنع الصحافة الأردنية التي لم تخف استياءها، وعلّقت على الأمر بنقد مبطن. في المؤتمر الصحافي نفى الاخوان العدل تعرضهما لأية ضغوط فيما يتصل بمضمون الفيلم وهجومه العنيف على اسرائيل. وقد اعتبر كاتب السيناريو هذا التوجّه طبيعياً "ما دمنا في صراع مع الصهاينة". وذكّر بلقطة من فيلمه السابق "صعيدي في الجامعة الأميركية" تصوّر احراق العلم الإسرائيلي في ساحة الجامعة في ذكرى اغتصاب فلسطين. وكشف الاخوان العدل عن عزمهما تصوير فيلم بعنوان "كارلوس" يتناول "حكاية المناضل الأممي المسجون حالياً في فرنسا"، وتُسند بطولته للممثل أحمد السقا الذي أشاد الاخوان العدل ب "اجتهاده وحضوره القوي على الشاشة". كما رفضا تهمة احتكار الممثل محمد هنيدي، إذ ليس "همام" سوى التعاون الثاني معه بعد "صعيدي في الجامعة الأميركية" الذي كشفا أن مداخيله بلغت 27 مليون جنيه مصري، وهي "أعلى إيرادات في السينما المصرية". وقد رأى كثيرون في الفيلم المذكور تحطيماً ل "اسطورة عادل إمام" الذي ظل زمناً طويلاً نجم شباك السينما المصرية بلا منازع.