أعرب مدير وحدة الآثار ومتحف القنفذة الحسين بن حسن الفقيه ل"الحياة"، عن أمله في إنشاء مبان على الطراز المعماري الذي كان سائداً في محافظة القنفذة، باستخدام الحجر البحري الجيري، والذي يطلق عليه محلياً مسمى"المنقبي"، واختفى في الفترة الحالية. ويتطلع الفقيه في الوقت نفسه إلى استخراج السفن الإيطالية الغارقة أمام شواطئ القنفذة، والتي أغرقتها القوات العثمانية أثناء محاولة الإمبراطورية الإيطالية الاستيلاء على شواطئ البحر الأحمر لتوسيع نفوذها آنذاك، وهي موجودة منذ ما يزيد على 150 عاماً. وأكد الفقيه أهمية مشاركة القطاع الخاص في إقامة مهرجانات تراثية لإبراز الجوانب التراثية في محافظة القنفذة، خصوصاً في مواسم الإجازات ليقضي سكان القنفذة والزائرون أوقاتاً مفيدة. وأوضح أن وكالة الوزارة للآثار والمتاحف دعمت المتحف في تسوير عدد من المواقع الأثرية القديمة، ووضع لوحات إرشادية عليها، مضيفاً أن الفترة الأخيرة شهدت توجه الكثير بالاهتمام بالآثار والمقتنيات القديمة، والبحث المستمر، والوعي الملحوظ في الجانب الأثري، ولكن المعاناة تكمن في وجود متحف من دون وجود جهات راعية لإقامة مهرجانات للتراث والآثار. ولفت إلى أن محافظة القنفذة تضم العديد من المواقع الأثرية المميزة، ومنها على سبيل المثال"قرية عشم"التي عرفت في السابق كأشهر مكمن لمعدن الذهب في الجزيرة العربية، وورد ذكرها في معجم البلدان، ومعجم الحموي. وقال الفقيه:"إن وحدة الآثار في القنفذة تشرف على مواقع أثرية عدة، مثل: قرية عشم الأثرية، ومدينه حلي بن يعقوب، وقلعة العيينة في حلي، وحصون الشريف بركات في وادي الأحسبة، ومبنى الطاحونة الأثرية في مدينة القنفذة، وبقايا السفن الحربية العثمانية في مياه شواطئ القنفذة، وحيلة المقاعدة والمباني والمقابر الأثرية في قرية مشرف في وادي يبه، وجزر جبل الصبايا في البحر الأحمر، وسوق حباشة التاريخي في وادي قنونا الذي مر به الرسول صلى الله عليه وسلم مرتين أثناء تجارته لزوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، إضافة إلى المقابر السطحية والنقوش الشاهدية في العرضيتين الجنوبية والشمالية، إلى جانب الآبار والقلاع الأثرية". وأشار إلى أن متحف القنفذة يحوي العديد من القطع الأثرية النادرة جداً، كنقوش حجرية شاهدية، ومدفع قديم، وغليون، ومسرجة، وقدر مصنوع من الحجر الصابوني، إضافة إلى الأركان الموجودة في المتحف، التي تحوي أدوات زينة، وملبوسات قماشية، ومصنوعات فخارية، وأسلحة قديمة متنوعة،وأدوات زراعة وعملات ووثائق و"مخطوطات، وكتباً قديمة، وصوراً".
