تعد مشكلة تساقط الشعر من أكثر المشكلات المقلقة للمرأة في جميع مراحلها العمرية، إذ تفضّل السيدات الحفاظ على تاج جمالهن"الشعر"، بل ويبذلن قصارى جهدهن للحفاظ على رونقه ولمعانه، ويمكن القول أن المرأة دائمة الاستعداد لاستخدام أي وصفة طبية أو شعبية في سبيل منع شعرها من التساقط ونموه في شكل سليم. "الحياة"التقت خبيرة التجميل ناهد حمزة ضناوي، الحاصلة على براعة اختراع علاج يساعد على توقف تساقط الشعر، فتحدثت عن أسباب تساقط الشعر لدى المرأة وظهور خصال الشعر البيضاء، وكيفية حماية الشعر من العوامل المؤثرة عليه. وذكرت ناهد ضناوي أن هناك أسباباً رئيسة تتسبب في شكل مباشر في تساقط الشعر لدى السيدات والفتيات، وأكدت أن تلك الأسباب ليست مرتبطة بعمر محدد. وحصرت تلك العوامل بسبعة هي:"عوامل وراثية، وأخرى نفسية، ونقص معدلات الفيتامينات في الجسم، وكثرة استخدام الصبغة وملونات الشعر، وطبيعة المناخ والعوامل الجوية، وكذلك فترة الحمل والولادة، وأخيراً الحميات الغذائية العشوائية". و تقول"من الطبيعي أن يتساقط الشعر لدى السيدات بمعدل يتراوح بين 40 إلى 70 شعرة يومياً، ولكن تزايد معدل التساقط عن ذلك، يكون بفعل أحد العوامل السابق ذكرها"، لافتة إلى أن العوامل النفسية هي أكثر تلك العوامل فتكاً بالشعر، خصوصاً أن تلك العوامل تؤثر سلباً وفي شكل كبير على المرأة، سواء كان ذلك التأثير على شعرها أو على بشرتها، إذ أنها سبب في ظهور البثور في الوجه، موضحة أن العلاج الأساس لتلك الآثار هو علاج المشكلات النفسية المؤثرة على السيدة، إلى جانب استخدام الفيتامينات التي تساعد على نمو الشعر، مضيفة"إذ أرادت المرأة شعراً جميلاً، لا بد لها من اتباع نظام غذائي متنوع يحتوي على الفيتامينات، خصوصاً فيتامين"B"، وكذلك الأحماض الكبريتية والحسيستين والميثونين، الموجودة بكثرة في البصل والثوم والفاصوليا وهي تشكل المواد الأساسية المكونة للكراتين، وهو العنصر الأساس المكون للشعر، وكذلك لا بد أن يحتوي ذلك النظام الغذائي على معدن الزنك، إذ أنه أهم المعادن الضرورية لنمو الشعر". وأشارت ضناوي إلى وجود العديد من الأخطاء الشائعة لدى السيدات التي تعطي أثاراً سلبية وتعمل على زيادة معدلات تساقط الشعر، منها استخدام الثوم على فروة الشعر مباشرة، وتركه لمدة طويلة، وهذا يؤدي إلى تساقط الشعر، خصوصاً أن الثوم يحتوي على مواد قابضة تعمل على موت جذور وبصيلات الشعر، كذلك استخدام الصبغة بكثرة أو تركها على الشعر مدة تزيد على المدة المحددة لها. وتقول:"إن استخدام الصبغة في شكل مدروس لا يعطي نتائج سلبية، خصوصاً إذا استخدمت كل ثلاثة أشهر أو أكثر، ولكن من أكثر العوامل المؤذية للشعر، هو ترك المواد الكيماوية الموجودة في الصبغة على الشعر مدة طويلة، إذ تتسبب في تساقط الشعر وكذلك يمكن أن يؤدي سوء استخدام الصبغة والمواد الكيماوية الملونة للشعر للإصابة بالصلع". وعن الأضرار الناجمة عن استعمال الصبغة في صفة مستمرة وبطريقة خاطئة تقول ضناوي:"من المؤكد أن جميع الصبغات لها تأثير سلبي على صحة وسلامة الشعر، وذلك بفعل تأثير المواد الكيماوية القوية المكونة للصبغة، إذ تؤثر في بنية الكراتين، وهي المادة البروتينية المكون الأساس للشعر، إضافة إلى إضعاف الصبغة الطبيعية"الميلانين"ما يؤدي إلى ظهور الشعر الأبيض في شكل أسرع لدى السيدات الصغيرات في السن". وأشارت إلى أن صبغ الشعر المتكرر يلزمه عناية بالشعر وتغذيته داخلياً وخارجياً من خلال استخدام الزيوت المرطبة للشعر. وتضيف"ومن الأخطاء الشائعة لدى السيدات أن قص الشعر ينبته بسرعة وبغزارة، وهذا خطأ شائع، إذ أن قص الشعر يمنحه مظهراً أفضل، خصوصاً إن كانت نهائيات الشعر تالفة ومقصفة، وفاقدة للحيوية، ولكن اعتقاد البعض أن قص الشعر يساعده على النمو، فهو اعتقاد خاطئ، فالشعر لا ينمو من أطرافه كالعشب، بل من جذوره في عمق جلد الرأس، لذا فإن تغذية تلك الجذور هو الأفضل لضمان صحة الشعر". ولا تقتصر العناية بالشعر على الانتظام في تناول نظام غذائي متوازن يحتوي على الفيتامينات والمعادن المكونة لجزيئات الشعر، وترطيبه خارجياً من خلال استخدام الزيوت، بل يتعدى ذلك ليشمل تأدية بعض التمارين المفيدة للشعر. وتقول ضناوي:"للحصول على شعر جذاب، لا بد للسيدة من ممارسة بعض التمرينات الضرورية والمهمة لتقوية فروة الشعر، وبعض تلك التمارين مضمون النتائج، مثل تدليك جلدة الرأس بواسطة رؤوس الأصابع لمدة خمس دقائق يومياً على فترتين صباحية ومسائية، إذ أن التدليك يساعد وينشط الدورة الدموية في الرأس، ما يساعد الأوعية الشعرية المغذية لبصيلة الشعر على تدفق كميات أكبر من الدم الحامل للمواد المغذية لها، وهذا يساعد على نمو الشعر في شكل أفضل وأسرع". واستطردت ضناوي في القول"لا بد من الاهتمام بنوعية الشامبوهات المستخدمة، فهناك أنواع تكون ضارة بالشعر وتؤدي إلى إتلافه، خصوصاً تلك التي تحتوي على كميات كبيرة من المواد الكيماوية التي تتسبب في جفاف الشعر". وترى أن الحل في تعديل نسبة تلك المواد حتى تتجنب السيدة الأضرار بشعرها وزيادة جفافه، هو خلط كمية من الشامبو بالماء في وعاء وإبعاد فقعات الشامبو، وهي أكثر الأجزاء الكيماوية ثم استخدام السائل في تنظيف الشعر. وتؤكد ضناوي أن العودة إلى الطبيعة واستخدام المواد الطبيعية هي الأفضل لسلامة الشعر وحفظه من تأثيرات المواد الكيماوية التالفة للشعر لتركها العديد من الآثار السلبية لدى استخدمها. وتقول:"إن المواد الطبيعية تعطي نتائج ايجابية، كما أنها غير مضرة، وعادة ما تكون أعراضها الجانبية غير ضارة بالشعر، عكس المواد الكيماوية". وتقول:"العودة للطبيعة دائماً تعطي نتائج ايجابية، فالآثار السلبية المؤثرة على الشعر لم تظهر وتنتشر إلا مع الاستخدام السيئ للمواد الكيماوية، وفي العادة تكون نتائجها موقتة وتزول مع التوقف عن استخدمها، وفي الغالب تظهر نتائج سلبية أكثر خطورة من الأسباب الأولية التي أدت إلى استخدام تلك المواد".