} "غران تورينو" اخراج: كلينت ايستوود، تمثيل كلينت ايستوود وبي فانغ هنا فيلم اوسكاري آخر. فيلم بدأ عرضه منذ أيام ويحقق اقبالاً مميزاً، كما أنه يعيد كلينت ايستوود الى الشاشة الكبيرة، ممثلاً من جديد، بعدما كان اكتفى خلال السنوات الفائتة بالاخراج محققاً مكانته كواحد من كبار السينمائيين في أيامنا. في هذا الفيلم الذي أخرجه ايستوود بنفسه، لدينا الكهل والت كوفالسكي، العنصري هاوي الرياضة والذي يمتلك سيارة من طراز"غران تورينو"النادر الوجود. من سوء حظ والت ? كما يرى هو بنفسه ? ان معظم جيرانه من العمال الأجانب، ما يرفع من حدة عنصريته. غير أن الذي يحدث بعد ذلك، عبر هذه الحكاية الضيقة أول الأمر، واللطيفة في نهايته، هو أن الأحداث التالية ستعلم والت كيف يتوقف عن عنصريته ويتعامل مع البشر كبشر، مدركاً أن الاختلاف نعمة لا نقمة. بقي أن نذكر هنا أن كلينت ايستوود يستخدم في هذا الفيلم الحميم، موسيقى لمؤلف شاب يدعى كايل ايستوود. ما هو في حقيقة الأمر سوى ابنه الأكبر! }"فروست/ نيكسون" اخراج: رون هاوارد، تمثيل: فرانك لانجيلا ومايكل شين اذا كان متفرجو هذا الفيلم، المرشح لأكثر من أوسكار واحدة، يجدون تشابهاً بين أسلوبه ولغته، وأسلوب ولغة فيلم"الملكة"الذي حققه ستيفن فريرز، ثم بين عالمه وعالم فيلم ينطلق من لقاء على الغداء بين طوني بلير وخليفته في رئاسة الحكومة البريطانية، غوردن براون، فليس هذا صدفة، طالما أن الكاتب واحد والأصل مسرحي: بيتر مورغان. في هذا الفيلم، سرد لوقائع تمت الى عالمي السياسة والصحافة بصلة وثيقة، ذلك أن حكايته تدور من حول سلسلة لقاءات يجريها الصحافي البريطاني فروست، مع الرئيس الأميركي نيكسون، مقابل مبلغ ضخم من المال، بعد أن كان نيكسون قد استقال من الحكم تحت تأثير فضيحة ووترغيت. بيد أن أحداث الفيلم لا تتوقف عند الأحاديث نفسها والترتيبات التي تقوم في شأنها، والصفقات التي تقف في خلفيتها، بل تتجاوز ذلك لتغوص في الفضيحة المذكورة نفسها، من ناحية، وفي عالم الصحافة المرئية، وكواليسه من ناحية ثانية. فيلم رائع لمحبي هذا النوع، واكتشاف أروع للذين لم يعتادوا بعد امكانية أن يتحول موضوع مثل هذا الى فيلم شعبي. }"طريق ثوري" اخراج: سام مندس، تمثيل: ليوناردو دي كابريو وكيت ونسلت. بعض الروايات لا يكون السؤال المتعلق بها حين تتحول أفلاماً سينمائية"كيف تراها تحولت؟"، بل"لماذا تأخر تحويلها كل هذا الوقت؟". فيلم""طريق ثوري"هو من النوع الذي يثير هذا الصنف من التساؤل، وخصوصاً ان كثراً قالوا منذ ظهور الرواية التي أخذ عنها، سنة 1961، أن الرواية يمكن أن تشكل موضوع فيلم مميز. الرواية من تأليف ريتشارد ياتس، وكان جون فرانكنهايمر قد أعلن فور صدورها، في ذلك العام، عن رغبته في أفلمتها، لكن المشروع طوي. اليوم ها هو الفيلم تحقق. وها هو يصبح محط الأنظار لاحتمال فوزه ? وفوزه حتى الآن بالفعل ? بجوائز عدة، وصولاً الى ترشيحه لبعض الأوسكارات. وهو فيلم حميم تدور أحداثه حوالى عام 1955، من حول زوجين شابين، يحمل كل منهما أحلامه، ويحمل الاثنان أطفالهما، لينتقلا للعيش في مكان أكثر حيوية من مكانهما الأصلي. لكنهما هناك يشعران أنهما مختلفان كلياً عن الجيران. ومن هنا تبدأ سلسلة هموم ومواقف واحباطات توصلهما الى ادمان الشرب بالنسبة اليه والى علاقات خارج اطار الزوجية بالنسبة اليها... }"فالكيري" اخراج: برايان سنفر، تمثيل: توم كروز وبيل نيغاي وتيرنس ستامب بعد شهور طويلة من التأجيل، بدأت أخيراً عروض هذا الفيلم، الذي يندرج في سياق نوع سينمائي بدأ يظهر بقوة خلال السنوات الأخيرة: نوع يتحدث عما كان مسكوتاً عنه من قبل: النضال الألماني ضد هتلر، أو ضد النازية في شكل عام، ولا سيما خلال السنوات الأخيرة من الحرب العالمية الثانية. فالسينما التي أمعنت في الحديث عن الحرب العالمية الثانية، كان نادراً مادنت من مثل هذا الموضوع. اليوم تبدلت الأمور كثيراً، وها هي السينما توصل الأمر الى ذروته في هذا الفيلم الذي يتحدث عن مؤامرة فشلت على أية حال، وبرت عام 1944، للتخلص من هتلر، وكان أحد زعمائها الضابط الارستقراطي كلاوس فون ستاوفنبرغ. ليست هذه، المرة الأولى التي تقدم فيها السينما الأميركية هذا الموضوع. لكنها المرة الأوضح، وفي قالب سياسي/ تاريخي يثير اقبالاً واعجاباً في العالم، حتى وإن كانت بعض الأصوات الألمانية قد ارتفعت قبل عرض الفيلم محتجة عليه... وبعضها محتجاً على أن يقوم توم كروز نفسه بدورستاوفبزغ، مع أن كثراً أدهشهم الشبه القريب بينه وبين السمات المعروفة للضابط المتآمر. نشر في العدد: 16730 ت.م: 23-01-2009 ص: 22 ط: الرياض