قد يكون أجمل ما في شهر رمضان من الناحية التلفزيونية، أنه محطة لانطلاق عشرات المسلسلات الجديدة. بمعنى آخر أصبح شهر رمضان محطة تجدد فعلية لكل الشاشات والفضائيات العربية. واذا كان من المبكر جداً الحكم على أي مسلسل ايجاباً أو سلباً، فإن النقطة الايجابية الأولى هي أن مروحة الخيارات أصبحت واسعة جداً أمام المشاهد الذي ملّ مشاهدة مسلسلات الشهر الكريم وبرامجه في الموسم الماضي او الذي سبقه، بل هو الآن أصبح في نقطة الانطلاق والاستعداد لتلقي مسلسلات جديدة تتراوح بين الكوميديا والدراما الاجتماعية مروراً بالقصص الشخصية ? التاريخية، وصولاً إلى المسلسلات البدوية. واذا كان من الصعب على المشاهد أن يحصي كل المسلسلات ومتابعتها، وبالكاد يمكنه حفظ أسماء مسلسلات يمكنه متابعتها بخاصة من المغرب إلى منتصف الليل، فإن الانطباع الأول الذي يخرج به من جال في أول ليلة من شهر رمضان هذا الموسم بين هذا الكم من المسلسلات والمحطات، أن هناك نوعاً من"الخبط واللزق"في كثير من المسلسلات الرمضانية، التي كتبت نصوصها على عجل أو بتكرار الأفكار واستنساخها بخاصة في المسلسلات الكوميدية، التي لم يعد يعرف هل هي لإضحاك الجمهور، أم للضحك عليه. فبعض المسلسلات استحضر شخصيات تاريخية بارزة، وقدمتها في معالجة درامية، ومن خلال الحلقة الأولى من المسلسل، يتضح كم ان القائمين على المسلسل سيظلمون المشاهد، والشخصية التي تم استحضارها، وكذلك التاريخ العربي والإسلامي. وبالمثل كانت الحال في بعض المسلسلات البدوية، التي تجزم إنها بدوية حين ترى الخيول والسيوف والملابس، إضافة إلى بعض لكنة بدوية. أما البداوة الحقيقية فغائبة عن تلك المسلسلات. وتطغى على بعض المسلسلات الخليجية الجريمة والانحراف والفساد، وهو خط تبناه بعض المنتجين منذ سنوات، بعدما لاحظ إقبالاً عليه من جانب بعض المشاهدين، لكن هذا الجمهور ملّ هذا النوع من الدراما ولم تعد تثيره. والمعضلة التي تعاني منها الدراما العربية هي في عدم التجدد، والقولبة، فالفكرة الناجحة تستنسخ في خمسة وربما عشرة مسلسلات، حتى يملها الجمهور، ثم يخرج منتج بفكرة جديدة، فيعاد استنساخها، والضحية هو هذا المشاهد العربي الباحث عما يسليه ويرفه عنه في ليالي رمضان.