اطلع ممثل السلطة الفلسطينية لدى لبنان عباس زكي المسؤولين اللبنانيين على الاجراءات التي يتخذها الفلسطينون لمنع المساس بأمن مخيمات اللاجئين في لبنان وأمن البلد، مؤكداً"تعاون السلطة الفلسطينية مع السلطات اللبنانية على المستوى الامني". ونقل زكي الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان رسالة من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن الحوار الفلسطيني - الفلسطيني، وقال بعد اللقاء انه اطلع سليمان على"ما تم من جهد مشترك فلسطيني بالتعاون مع الجيش اللبناني لتسليم عدد من المطلوبين"، واكد ان الفلسطينيين"لن يتوانوا عن تسليم المطلوبين للدولة اللبنانية"، واشار الى"اتصالات حثيثة ورؤية موحدة بأن لا يعطى غطاء لأي متطرف يريد العبث او وضع المخيمات في دائرة الشكوك". وزار زكي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة للغاية ذاتها وأثار معه ايضاً موضوع التسريع في اعادة اعمار مخيم نهر البارد. واستعرض زكي مع وزير الخارجية فوزي صلوخ"التطورات داخل الوطن المحتل والحوارات الفلسطينية - الفلسطينية التي أرجئت، وايضاً وضع المخيمات خصوصاً في مخيمي البداوي وعين الحلوة"، وقال زكي بعد اللقاء:"طمأنّا الوزير صلوخ الى استعدادنا الكامل سواء باستئناف الحوارات في القاهرة او محاولة منع أي خرق أمني في مخيماتنا في لبنان، واستعدادنا قائم على قدم وساق لتحديد اليوم الذي نفتتح فيه مقرنا الجديد في بيروت، وإن شاء الله الأمور تسير في الاتجاه الصحيح بكل الاتجاهات". ولفت زكي الى وجود"مساع حثيثة كي لا يطول الامتناع عن حوارات القاهرة كمخرج عملي للفلسطينيين من مأزقهم الراهن". وشدد على ان"كل الفرقاء الفلسطينيين في لبنان مقتنعون الآن بعدم إعطاء أي فرصة لمن يريد الإخلال بالأمن، سواء في المخيمات أو في الأمن اللبناني. وبالأمس سلم أربعة أشخاص من مخيم البداوي، وإثنان من عين الحلوة... هناك آليات عمل تمنع وتحول دون تكرار مأساة نهر البارد". وكرر ان"المتابعة كانت جارية من قبل لتوقيف المطلوبين لكن ليس من السهل القيام بذلك، لأنهم ليسوا بيدنا، والذي تغير اليوم ان هناك استعداداً ووعياً جماهيرياً أكثر، أي هناك تعاون بين مختلف المستويات السياسية والامنية والاجتماعية واللجان الشعبية، لأن شعورهم بأن الخطر بدأ يزداد، خصوصاً بعد كشف ما يجري في المنطقة من أعمال تخريبية سواء في لبنان او سورية". ونفى ان يكون البحث تناول زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل بيروت،"لأن مشعل جاء ينتصر لفكرتنا ويتحدث لغتنا نفسها في الموضوع اللبناني، باستثناء ربط سلاح الداخل مع الخارج، ونحن في هذا الموضوع نرى ان الحوار اللبناني - اللبناني ونتائجه غير قابلة للتفاوض". واذ نفى ان تكون المخيمات الفلسطينية بؤر إرهاب، اعتبر ان"هناك من يختبئ هنا وهناك، وهذه المسألة تخضع للإجراءات الأمنية". وكان زكي اكد في حديث الى تلفزيون"أخبار المستقبل"،"ان هناك إجماعاً فلسطينياً بعدم السماح بتكرار ظاهرة نهر البارد، معتبراً"ان الوعي الفلسطيني وكل الاجراءات التي اتخذتها المنظمة والقوى الأخرى في المخيمات اخيراً، بما في ذلك اللجنة الأمنية المشتركة، ستحول دون مشهد من الحزن الجديد مشابه لمشهد نهر البارد". وأعتبر زكي"ان السياسة التي تنتهجها المنظمة شديدة الوضوح وأجمع عليها الفلسطينيونواللبنانيون"، مؤكداً اطمئنانه لوضع المخيمات الفلسطينية. وفي مخيم البص في صور، عقد مؤتمر بدعوة من"جبهة اليسار الفلسطيني"في حضور ممثلين عن الجبهتين"الديموقراطية"و"الشعبية"لتحرير فلسطين وحزب"الشعب الفلسطيني"وفصائل العمل الوطني والاسلامي الفلسطينيواللبناني وفاعليات منطقة صور. واكد المجتمعون"ضرورة الحوار الشامل الذي يشكل مخرجاً وحيداً للأزمة التي يعيشها الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية وتشكيل حكومة انتقالية من شخصيات وطنية مستقلة تأخذ على عاتقها رفع الحصار عن قطاع غزة وتحسين الاوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني والتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة". الى ذلك، عرض رئيس"الحزب السوري القومي الاجتماعي"النائب اسعد حردان، بحسب بيان للحزب،"الأوضاع العامة على الساحتين الفلسطينية والقومية مع وفد تحالف القوى الفلسطينية ضم ممثلين عن حركة"حماس"في لبنان و"الجبهة الشعبية - القيادة العامة"و"الصاعقة"و"جبهة التحرير الفلسطينية"و"جبهة النضال الشعبي الفلسطيني"و"حركة فتح - الانتفاضة". واكد بيان مشترك"ضرورة وضع آليات واضحة تسرع العمل في إعادة إعمار مخيم نهر البارد، وهذه المسؤولية تقع على كاهل الحكومة اللبنانية". وشدد على"أهمية مقاربة الملف الفلسطيني في لبنان من زاوية الالتزام بموجبات النضال الوطني الفلسطيني، الذي يشكل المعبر الوحيد لعودة الفلسطينيين إلى أرضهم، وهذا يستوجب وضع العناوين المتداولة حول الوجود الفلسطيني في لبنان، على طاولة حوار لبناني - فلسطيني، تشترك فيه كل القوى الفلسطينية، وتعالج فيه القضايا العالقة، وفي مقدمتها الحقوق المدنية والاجتماعية والسياسية للفلسطينيين". ورفض المجتمعون"في شكل قاطع كل مخططات التوطين التي ما زالت مدار نقاش في الدوائر الغربية، ورأوا في التعاون الذي تم بين القوى الفلسطينية في المخيمات والجيش اللبناني في ملاحقة المجرمين والمخلين بالاستقرار خطوة مهمة". نشر في العدد: 16657 ت.م: 11-11-2008 ص: 14 ط: الرياض