شكل الاتحاد الالماني لكرة القدم لجنة خاصة أول من أمس الاثنين، للتحقيق في مزاعم في حدوث تلاعبات في نتائج مباريات كرة القدم، وسط مؤشرات إلى أن الفضيحة وهي الاكبر في كرة القدم الالمانية منذ أكثر من 30 عاماً، ربما تكون أسوأ بكثير مما كان يعتقد أصلاً. جاء الاعلان بعدما اعترف نادي بادربورن الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية، ان كابتن الفريق قبل أموالاً من مجهول قبل وقت قصير من مباراة أثيرت حولها فضيحة تلاعب في نتائج مباريات. وتلقى الهولندي تيس فاترينك عشرة آلاف يورو 13 الف دولار، من رجل قبل وقت قصير من مباراة بادربورن مع هامبورغ في الدور الاول لبطولة كأس المانيا لكرة القدم، مع ابلاغه بانه يمكنه الاحتفاظ بالمال اذا فاز فريقه. وقال رئيس النادي فيلفرايد فينكه في مؤتمر صحفي "أظن ان العشرة آلاف يورو هذه قد تكون قمة جبل الجليد". وأدار المباراة التي أقيمت في 21 اب أغسطس الحكم روبرت هويزر. الذي اعترف الأسبوع الماضي بأنه تلاعب في نتيجة مباريات أدارها. وكان هامبورغ متقدماً في المباراة 2-صفر قبل هزيمته 2-4 بعد أن طرد هويزر احد مهاجمي هامبورغ واحتسب ركلتي جزاء مثيرتين للجدل لمصلحة بادربورن. وخرج بادربون من الدور الثالث للبطولة بعد خسارته بركلات الترجيح أمام فرايبورغ. وقال فينكه انه ليس هناك مؤشر على أن فاترينك سعى إلى التلاعب في نتيجة المباراة ولكن إلى الحصول على مكافأة اضافية للفوز. وأضاف "يمكن أن أفسر ذلك على انها سذاجة منه أن يقبل هذا المال". ومضى يقول ان فاترينك لم يبلغ زملاءه بأمر المال قبل المباراة ووزع على كل واحد منهم 500 يورو في وقت لاحق. واجتمع مسؤولو الاتحاد الألماني لكرة القدم اليوم لبحث الفضيحة المتنامية. وقال الاتحاد انه سيحقق في نتائج تسع مباريات، منها أربع في الدرجة الثانية وثلاث في الكأس واثنتان في دوري الاقاليم. وأضاف أن اللجنة الخاصة ستبحث كل المعلومات المتاحة. وقال رئيس الاتحاد تيو زفانتسيغر في مؤتمر صحفي بفرانكفورت أمس "من المهم للغاية ان تساعدنا هذه الخطوات على تحقيق ما نريده وهو معرفة الحقيقة". وفتح الادعاء الألماني تحقيقاً مستقلاً وقال إنه يعتقل حالياً ثلاثة أشخاص للاشتباه في ضلوعهم في الفضيحة، بعدما أبلغه الاتحاد الألماني لكرة القدم بالاشتباه في وجود علاقة بين الحكم هويزر 25 عاماً، الذي تتمحور حوله الفضيحة، وحانة في برلين يتردد عليها مقامرون كروات. وتستعد ألمانيا لاستضافة كأس العالم عام 2006 وطلب الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا من الاتحاد الالماني تسوية الأزمة في أسرع وقت ممكن. وذكرت صحيفة محلية أن هويزر أبلغ الادعاء في برلين أن حكاماً ولاعبين اخرين شاركوا في التلاعب في نتائج المباريات وانه كان موجوداً عندما تلقى حكام اخرون رشى وسمع عن دفع اموال للاعبين. وقالت صحيفة بيلد في موقعها على الانترنت أمس ان هويزر قدم أسماء ثلاثة حكام اخرين، بينهم يورغن يانسن الذي اعتذر عن ادارة مباراة في دوري الدرجة الاولى بين فيردر بريمن وهانزا روشتوك الاحد الماضي. لكن الاتحاد الالماني لكرة القدم قال انه لا يشتبه في تورط يانسن في الفضيحة. وقالت بيلد ان هويزر اشار ايضاً الى فاترينك وثمانية لاعبين اخرين. وسارع الاتحاد الالماني يوم الخميس الماضي إلى إعلان عن قواعد جديدة لاختيار حكام المباريات للحيلولة دون حدوث مزيد من التلاعبات. وقال رئيس الفيفا سيب بلاتر في بيان الاسبوع الماضي "الحكام هم الضامنون للحياد واللعب النظيف... ومن ثم فإن عليهم مسؤولية اخلاقية ضخمة. الفيفا قلق للغاية لأن حكماً شاباً واعداً خالف هذه المتطلبات بأسوأ طريقة ممكنة ولأن تصرفاته لم تكتشف منذ فترة طويلة". ويشتبه في ان هويزر قام بالمراهنة على مباراة هامبورغ فريق الدرجة الاولى وفريق بادربورن المغمور. ونفى هويزر في البداية ارتكاب أي مخالفات، في حين انتقد محاموه بشدة طريقة تعامل الاتحاد الالماني مع الفضيحة، قائلين ان موكلهم تعرض لضغوط لتقديم استقالته. لكن هويزر، الذي لم تسند إليه قط مهمة ادارة مباريات في دوري الدرجة الاولى، تراجع عن موقفه في نهاية الاسبوع الماضي بعد مراجعة محاميه واعترف بذنبه. وقام هويزر، المقيد في سجلات الاتحاد الالماني منذ عام 2002، بادارة 12 مباراة في دوري الدرجة الثانية وكأس المانيا ومباريات اقليمية. وسبق ان عصفت فضيحة فساد كبرى برياضة كرة القدم الالمانية عام 1971، شملت معاقبة 53 لاعباً ومدربين اثنين وستة مسؤولين واثنين من الاندية.