تتهم مصادر في الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية مصر بنقل تكنولوجيا عسكرية أميركية إلى كوريا الشمالية مقابل مساعدة من الأخيرة في تطوير برنامج مصري لتصنيع الصواريخ الباليستية. وتنشر مجلة "جينس" الدفاعية في عددها هذا الأسبوع ان هذه المصادر الاستخباراتية تدعي بأن مصر تعمل بمساعدة كوريا الشمالية على تصنيع صاروخ باليستي متوسط المدى، قادر على ضرب أهداف على مسافة تصل إلى ألف كيلومتر. وتضيف هذه المصادر، التي رفضت نشر اسمائها، ان بعض أعضاء الكونغرس الأميركي طلب من الإدارة الأميركية أن تثير مع القاهرة موضوع نقل التكنولوجيا الأميركية المعطاة لمصر إلى طرف آخر، وان تتخذ اجراءات لاجبار مصر على وقف ذلك. وقالت المصادر إن وزير الدفاع الأميركي فاتح الحكومة المصرية بالموضوع خلال زيارته الأخيرة للقاهرة. وأشارت "جينس" إلى أن الحكومة المصرية ترفض التوقيع على اتفاقية دولية أعدتها واشنطن تحظر نقل تكنولوجيا صواريخ باليستية إلى دول تهدد المجتمع الدولي مثل كوريا الشمالية. وقالت إن مصر تملك صواريخ "سكود - سي" التي يبلغ مداها 500 كلم. ونقلت عن مصدر رفيع المستوى في وزارة الدفاع الإسرائيلية ان تل أبيب نبهت واشنطن إلى "الخطر المحدق" من جهة مصر. وقال المصدر للمجلة إن الأميركيين "لا يرون مصر كما نراها نحن، ولا يريدون أخذ أي مبادرة تهدد تحالفهم معها". وتتزامن هذه الاتهامات مع تحركات مصر الأخيرة تجاه لبنان ودعم المقاومة. كما ان الرئيس المصري سيزور قريباً واشنطن لمناقشة تطورات عملية السلام والتهديد الذي تشكله إسرائيل للاستقرار والسلام في المنطقة. ويهدف ربط مصر بالنظام الشيوعي في كوريا الشمالية إلى تشويه صورتها لدى الرأي العام الأميركي الذي يعتبر كوريا الشمالية أكبر خطر يهدد أميركا والنظام العالمي بسبب احتمال امتلاكها أسلحة نووية. كما ان هذه الادعاءات تأتي بعد عام من اتهامات وجهها مسؤولون أميركيون لإسرائيل بأنها تبيع تكنولوجيا أميركية متطورة إلى الصين. وأشارت تقارير استخباراتية غربية عدة إلى أن الصين استفادت كثيراً من المساعدات الإسرائيلية في تطوير ترسانتها العسكرية. ويشير بعض المراقبين إلى أن الادعاءات الإسرائيلية ضد مصر تأتي في سياق حملة تشنها أطراف إسرائيلية لمنع توريد أي أسلحة أميركية أو غربية في المستقبل إلى سورية بعد التوصل إلى اتفاق سلام. وهناك حملة يقودها رئيسا سلاح الجو الإسرائيلي والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لحض اللوبي الصهيوني على عرقلة أي مشروع لبيع أسلحة أميركية متطورة إلى سورية. ويرى المراقبون ان إسرائيل تسعى بإثارتها هذه الاتهامات ضد مصر، إلى اشاعة حال من القلق لدى المسؤولين في أميركا وأوروبا للحد من حجم مساعدتهم العسكرية المحتملة إلى سورية في المستقبل، أو فرض شروط صعبة على دمشق للحصول عليها.