فيض آباد افغانستان - أ ف ب، رويترز - كانت القرية الصغيرة قائمة على منحدر وعر أخضر وتطل على سهل شمال افغانستان، الا انها تحولت الآن الى كتلة من الركام والغبار. ويمكن تمييز انقاض المنازل البسيطة المصنوعة من الطين بصعوبة من الجو، ولم يبق منها سوى دعائمها الخشبية الهشة. وتبدو الدلالة الوحيدة على وجود حياة في هذه المنطقة ظلال صغيرة ترفع ايديها نحو السماء في اتجاه المروحية. وسأل عجوز فريق الصليب الاحمر منتحباً "انها ارادة الله ونحن معدمون. لماذا نحن؟". وعندما طلب ان يتم اجلاؤه بالمروحية الى مكان آمن رفض العاملون في الصليب الاحمر ذلك رفضاً قاطعاً، اذ انهم يعطون الأولوية للمصابين بجروح بالغة وينتظرون منذ يومين وصول الاسعافات. ويتهافت الناجون الى مروحية "ام آي-8" السوفياتية الصنع في محاولة يائسة ليكونوا في عداد الذين سيتم اجلاؤهم. وتحمل نساء شيوخاً وجرحى على ظهورهن في حين ينقل الجرحى بالمروحية التي تحمل اكثر من طاقتها الى مستشفى ميداني اقيم في فيض اباد عاصمة الاقليم محافظة بدخشان. وقال عامل من الصليب الاحمر "لم أر في حياتي مثل هذا الدمار. لقد زالت منطقة بكاملها عن الخريطة" مؤكداً ان هذه الهزة أسوأ من تلك التي ضربت افغانستان في الرابع من شباط فبراير الماضي. وعندما ضرب الزلزال الجديد الذي بلغت قوته 1،7 درجات على مقياس ريختر المنطقة صباح السبت دمر 34 قرية في منطقة شهري بوزورغ تدميرا تاما واوقع نحو الفي قتيل وفقا لحصيلة اولية. وقدرت منظمة انسانية فرنسية امس عدد القتلى بأربعة آلاف. وتقع منطقة شهري بوزورغ على بعد نحو ثلاثين كلم شمال غربي فايز اباد وتحتاج المروحية الى 15 دقيقة للتحليق فوقها كلها. وكانت المروحية التابعة للصليب الاحمر الاولى التي وصلت الى هذه المنطقة وتوقفت في ست قرى في خلال ساعتين، ونقلت عشرات الجرحى في حال الخطر الى فيض اباد. وفي كل قرية مئات الاشخاص وسط الانقاض يعاني بعضهم من كسور وكدمات بالغة او حتى من صدمة نفسية. وذكر المسعفون ان جيف الحيوانات الأليفة ملقاة هنا وهناك ما قد يؤدي الى تفشي الأوبئة. وكان هدف هذه العملية الجوية القيام بجولة فوق هذا السهل الواقع في منطقة وعرة تحيط بها جبال هندو كوش التي ما زالت الثلوج تغطيها. وقال أحد المسعفين "من الاهمية بمكان الإفادة من حسن الاحوال الجوية للقيام بأكبر قدر من النشاطات والوصول الى القرى في اسرع وقت ممكن واجلاء المصابين بجروح خطيرة". وأفاد الناجون ان الضحايا أساساً من المسنين والاطفال الذين احتجزوا داخل المنازل عندما وقعت الهزة الارضية فيما كان الرجال والنساء في الحقول. وجاء في بيان للامم المتحدة الاثنين ان تغيّر المناخ في المنطقة يمكن ان يزيد من فرص الاصابة بالملاريا، وان توفير المأوى هو اقصى الاولويات لأن الكثير من المتضررين ينامون في العراء.