اعلنت شركة "موسيد تكنولوجيز انك" الكندية الناشطة في تصميم الرقائق انجاز التصميمات النهائية لرقاقة ذاكرة اعتبرتها باكورة جيل جديد من تقنيات الذاكرة البديلة ذات المقاييس المفتوحة والقادرة على الاستجابة لمتطلبات السوق للسنوات الخمس المقبلة. وقال "ديفيد لويس" رئيس فريق المصممين ان التصميم الجديد سيسمح لأنظمة الذاكرة المستقبلية بتبادل المعلومات مع المكونات الرئيسية الاخرى لاجهزة الكومبيوتر، خصوصاً المعالجات، بسرعة 800 ميغابت/ ميغاهرتز في الثانية، قابلة للزيادة الى 6.1 جيغابت/ثا، ما يوازي حتى قبل الزيادة ثمانية اضعاف السرعة المتوافرة لانظمة الذاكرة الحالية التي تعمل بالتقنيات التوافقية SDRAM. وتمثل هذه السرعة الفائقة التي تعني نقل المحتويات الكاملة لمؤلفات ضخمة مثل الموسوعة البريطانية، بصورها ورسوماتها، خلال فترة زمنية لا تزيد على ثلاث ثوان، المحصلة الاجمالية لرقاقة قادرة على نقل المعلومات بسرعة 400 ميغابت/ثا لكل مسرب ومزودة بثمانية خلايا داخلية لتخزين المعلومات وبوابة تسمح بتمرير 18 بتا دفعة واحدة. وقال "لويس" لپ"الحياة" ان النماذج الاولى من الرقاقة التي يطلق عليها اسم "SLDRAM" ستكون جاهزة للتجربة في نهاية الصيف الجاري. وذكر ان ابرز استخداماتها ستتركز في بناء انظمة الذاكرة في الكومبيوترات الشخصية المتطورة واجهزة الاتصالات الحديثة المستخدمة في تصفح انترنت عبر التلفاز فضلاً عن الخادمات والمنتجات الاليكترونية الاستهلاكية. وقامت "موسيد تكنولوجيز" بتصميم الرقاقة الجديدة ضمن مشروع كبير يجري تنفيذه باشراف وتمويل تحالف عالمي يضم غالبية منتجي رقائق الذاكرة وبعض صانعي اجهزة الكومبيوتر في العالم مثل "ان اي سي" و"تكساس انسترومنتز" و"آي بي ام" و"توشيبا" ويهدف الى تطوير نظام ذاكرة بمقاييس مفتوحة ويوفر اكبر قدر من الطاقة التخزينية بأقل كلفة ممكنة. ويراهن اعضاء التحالف على نجاح المشروع لحل "معضلة رئيسية" في رقائق انظمة الذاكرة التقليدية DRAM من حيث محدودية قدرتها على التخزين وبالتالي قدرتها على استقبال وارسال المعلومات بسرعة عالية تتناسب مع التطور الكبير الذي امكن تحقيقه في السنوات الاخيرة في مجال انتاج رقائق المعالجات ما تسبب في نشوء هوة واسعة بين ابرز عنصرين من عناصر الكومبيوتر الرئيسية. ويحاول منتجو انظمة الذاكرة التغلب على محدودية التخزين والسرعة بزيادة عدد الرقائق لكن هذا الحل الشائع في غالبية اجهزة الكومبيوتر يؤدي الى تحميل المستهلك اعباء اضافية بلا مبرر، حسبما قاله احد ممثلي التحالف، فضلاً عن التسبب في احداث مشاكل فنية ناجمة عن انتشار الحرارة وزيادة معدلات استهلاك البطاريات فيما يتعلق بالكمبيوترات المحمولة. وقال "لويس" ان الرقاقة الجديدة التي تبلغ سعتها 64 ميغابايت تستجيب لتحد اساسي في تحسين اداء انظمة الذاكرة دون تحميل منتجي الكومبيوتر اعباء كبيرة في كلفة الانتاج، مثل زيادة مقدار الحيز الذي تتطلبه الرقاقة من المساحة الاجمالية لقاعدة السليكون، خصوصاً في وقت يتعرض فيه المنتجون لضغوطات كبيرة تطالب بخفض اسعار المنتجات النهائية. واضاف ان رقاقة الذاكرة تمثل احدى الحلقات الرئيسية في مشروع نظام الذاكرة الجديد فيما يعكف فريق المصممين حالياً على تصميم رقاقة التحكم التي يتوقع انجازها في غضون اسابيع قليلة لتعطي رقاقة الذاكرة ابرز مواصفاتها الفنية وهي القدرة على التحكم آلياً بتوقيت ارسال المعلومات بما يضمن الاستجابة لاحتياجات انظمة اليكترونية ذات حساسية فائقة تحسب بأقل من واحد من البليون من الثانية. وذكر "لويس" ان التقنية الجديدة التي تبناها عدد من كبار صانعي الرقائق واجهزة الكومبيوتر مثل "مايكرون" و"آي بي أم" و"هولت باكرد" ستلبي حاجة السوق حتى سنة 2003 الا انها ستضع اعضاء التحالف في منافسة حادة مع شركة "انتل" التي تخطط للبدء في العام المقبل بانتاج تقنية متطورة Direct Rambus قادرة على نقل المعلومات بسرعة 6.1 جيغابت/ثا