أبدى عمال الاغاثة الدوليون مخاوفهم من ان يكون الآلاف دُفنوا تحت الانقاض نتيجة الهزّة الارضية العنيفة التي ضربت ضواحي مدينة فيض آباد عاصمة اقليم بدخشان والمناطق المجاورة لها في شمال افغانستان صباح اول من امس. وقال الدكتور عبدالله نائب وزير الخارجية في الحكومة الافغانية المخلوعة التي تسيطر على الشمال، ان الهزّة اسفرت عن سقوط "اكثر من خمسة آلاف قتيل"، ولم يستبعد المسؤول الافغاني الذي يزور لندن ان يرتفع عدد القتلى. ودعا الى تنسيق ارسال المساعدات الدولية تنسيقاً جيداً لتمكين سكان الشمال الافغاني من التعامل مع الكارثة. واشار الدكتور عبدالله، في حديث الى هيئة الاذاعة البريطانية بي. بي. سي الى ان معلوماته عن عدد الضحايا مبنية على احصاء للجثث التي تم انتشالها من بين الانقاض. كما اشار الى ان عدد الجرحى زاد عن الف وان الناجين من الهزّة يعانون اوضاعاً معيشية سيئة. وقدر خبراء في اميركا والصين ان قوة الهزّة راوحت بين 6.9 و7.1 درجة على مقياس ريختر ما يعني انها اقوى من تلك التي اودت بحياة اربعة آلاف شخص في المنطقة نفسها اوائل شباط فبراير الماضي. وافاد شهود فروا من المنطقة ان الهزة تبعتها انجرافات جبلية هائلة ادت الى سقوط صخور ضخمة على قرى بكاملها، ما اسفر عن تدمير ما لا يقل عن سبعين قرية صغيرة اضافة الى دمار كبير لحق بأربع مدن هي: شاري وبوزورغ ورستق وتشاهاب. وبدأت منظمات اغاثية وفي مقدمها الصليب الاحمر الدولي شحن امدادات جواً الى الشمال الافغاني. ووصلت طائرتان صغيرتان تابعتان للصليب الاحمر امس محملتين بالمواد الغذائية المخصصة للمناطق المنكوبة. لكن وعورة الطرق جعلت الوصول الى هذه المناطق أمراً بالغ الصعوبة. وقال بيان للصليب الاحمر ان عمال انقاذ تابعين للهلال الاحمر الأفغاني ومعهم متطوعون، كانوا بدأوا العمل في المنطقة المنكوبة بعد حصول الهزّة. وأفاد مركز تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة في جنيف ان خمسة من موظفيه سيتوجهون اليوم الاثنين الى هناك. وسيغادر الوفد زيوريخ الى اسلام اباد ومنها الى شمال افغانستان "لتقييم الاحتياجات". ووضعت وزارة الخارجية السويسرية تحت تصرف الوفد فريق اغاثة متخصصاً في الاتصالات سيرافقه في الرحلة. وعانت طائرة تابعة للأمم المتحدة صعوبة في الهبوط في مطار خوجه غار الى الجنوب من رستق امس بسبب سوء الاحوال الجوية والوحول في المنطقة. وما يضاعف معاناة سكان المنطقة الحرب للاستيلاء علىها والدائمة بين حركة "طالبان" والتحالف المناهض لها الذي يبدي مقاومة عنيفة في المنطقة. ويزيد ذلك من الضغط على الاهالي المحاصرين بين الميليشيات المسلحة والذين يعانون من بطالة وفقر واهمال دولي غير مسبوق. الشيخ زايد وفي أبو ظبي أكد رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أمس ان الموقف الأميركي من عملية السلام "غير عادل" لأن رأي الفلسطينيين غير مسموع ولا يؤخذ به، أما كلمة اسرائيل فهي المعتمدة والمسموعة. ودعا الشيخ زايد الولاياتالمتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي الى انتهاج سياسة عادلة تجاه القضايا العربية والتشاور مع الدول العربية في أي أمر يخص أي شعب عربي. وقال الشيخ زايد انه لا بد من عقد قمة عربية شاملة لمواجهة التحديات الراهنة ومعالجة قضايا الأمة العربية وتحقيق تضامنها. وكان الشيخ زايد اجتمع أول من أمس في أبو ظبي مع الرئيس ياسر عرفات وأكد ضرورة عقد قمة عربية "موسعة وعاجلة". وأعرب رئيس دولة الامارات في حديث الى صحيفة "نيويورك تايمز" بثته وكالة أنباء الامارات الرسمية في أبو ظبي، عن استعداد الامارات لمواصلة المفاوضات مع ايران بشأن الجزر الثلاث "شرط أن تكون محددة المدة وإذا لم يتم التوصل الى نتيجة يتم اللجوء الى التحكيم الدولي". وقالت مصادر ديبلوماسية في أبو ظبي ان الشيخ زايد يكشف للمرة الأولى عن استعداد الامارات لاستئناف المفاوضات مع ايران التي توقفت منذ أربع سنوات. وكان الشيخ زايد استقبل الاسبوع الماضي وزير الخارجية الايراني الدكتور كمال خرازي واتفقا على مواصلة اللقاءات بين الطرفين لحل كل المشاكل بما في ذلك "قضية الجزر". وتقول المصادر نفسها ان الشيخ زايد يريد اعطاء فرصة للرئيس الايراني الجديد محمد خاتمي لإثبات حسن نياته تجاه أمن المنطقة واقامة علاقات حسن جوار مع الدول المجاورة. وأكد الشيخ زايد في هذا الصدد أن اللهجة في ايران مختلفة الآن، ويقال ان الرئيس خاتمي يريد الانفتاح على جيرانه وعلى العالم "لكننا ما زلنا ننتظر". وعما إذا كان هذا الموقف من ايران يعني أن طهران ما زالت مصدر خطر، قال الشيخ زايد: "إذا كان هناك انسان يحتل أرضك ويغتصب حقوقك فإنك على أي حال لن تطمئن إليه". وأكد ان شراء الامارات عدداً كبيراً من الطائرات الأميركية "جاء بهدف مواجهة المخاطر المتغيرة". وقال: "ان المخاطر تتغير من وقت لآخر، فالصديق يمكن أن يصبح عدواً والعدو يصبح صديقاً، هذه هي الحياة وعلى الانسان أن يعد نفسه قبل أن يتعرض لأمر غير متوقع ليحمي نفسه ووطنه وكل ما يملك، وعلى الانسان أن يرتب نفسه قبل الحدث وليس بعد وقوعه". ودعا الشيخ زايد الى رفع الحصار عن العراق وقال: "الى متى ستستمر هذه الحال والعراق مريض وجوعان وعريان ومتعب"، وأكد ان استمرار تعثر عملية السلام في الشرق الأوسط سيشعر الشعوب العربية باليأس والاحباط... وقال: "قد تتعرض المنطقة للعنف والاضطرابات التي تصعب السيطرة عليها". وأعلن الشيخ زايد استعداده للأخذ بأسلوب الانتخابات لاختيار أعضاء المجلس الوطني البرلمان إذا أراد المواطنون ذلك... وقال انه ليس قلقاً على مستقبل الامارات من بعده، فالنظام قائم وولي العهد موجود. وأكد ان أية تطورات في الدول المجاورة للامارات تنعكس على الجميع. وقال: "يجب أن نكون جميعاً يداً واحدة ونتعاون لأن المصير واحد".