بيروت، بعلبك - "الحياة"، أ ف ب - طالب الأمين العام السابق لپ"حزب الله" الشيخ صبحي الطفيلي "بتشكيل محكمة من العلماء القادمين من كل لبنان وحتى من قم في ايران" للنظر في قرار فصله من الحزب، مؤكداً قبوله بأي قرار تتخذه. كذلك طلب من "المخلصين محلياً واقليمياً وايران التدخل للرجوع عن القرار قرار الطرد واصلاح الأمر". ونصح الجميع بالتعقل، معلناً "ان الشيعة في لبنان ليسوا فرق عملة لأحد، ومن يفكر بسفك نقطة دم شيعي فأنا له بالمرصاد وسأنتقم منه ولو كان بالثريا، ولا يفكر احد ان دماءنا رخيصة لندفعها هنا وهناك، ومن لديه خير فليعمل به لأجل أهله". وقال: "لقد صبرت كثيراً وتوقعت من الآخرين التعقل، وأوجه رسالة اليكم بالإمساك على ايديهم ونصحهم بألا يخطئوا، وانا اول من يحاول منع الخطأ لكني لا استطيع ان اقف بوجه كل شيء. وسأبقى معكم ومع جوع اطفالكم ومع حبة الدواء حتى الموت، وعاهدت نفسي على ذلك منذ 35 عاماً، أريدكم في الثامن من شباط فبراير في موقف عظيم، واتكلوا على الله وسنكمل مسيرتنا معاً". كلام الطفيلي جاء في مؤتمر صحافي عقده قرب منزله في بعلبك امام بضع مئات من انصاره ومؤيديه الذين هتفوا ضد رئيس الحكومة رفيق الحريري، والامين العام لپ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ورد فيه على البيان الصادر عن "حزب الله" بفصله، فقال: "سمعنا كما سمع الجميع، وأسفنا كما اسف كل مخلص وغيور لما صدر بالأمس عن بعض أبنائنا في حزب الله يضر بالمقاومة وبأهلنا، ويطعن بأهل الإيمان والمستضعفين ويشوه الكثير من الوقائع والحقائق. واننا اذ نوضح بعض الامور لا نضطر لذكر التفاصيل المؤلمة والجارحة، وسنكتفي اليوم بالتذكير والارشاد لعل الله ينجينا من الأسوأ". وقال ان "حزب الله" "ليس هذه القوالب التي يتحدث عنها البعض والتي يحدد طبيعتها الاشخاص والبيانات، انها مسيرة الشهداء والانبياء والخط المدافع عن المظلومين، وهذا الامر لا يمكنني ان اغير او ابدل به كما غيري. وحينما يخرج اي خارج عن هذا الاطار يصبح حزبه حزب الاشخاص وليس حزب الله ولا مسيرة الاسلام". اضاف: "تألمت كثيراً حينما تنكر البعض للإسلام وأسسه الحقة التي قامت مسيرتنا عليها عام 1992 مقرراً الدخول باللعبة النيابية السياسية من ابوابها الملتوية. واتفق للتمديد لرئيس الجمهورية الياس الهراوي خلافاً للقرآن الكريم الذي لا تأويل فيه ولا تحريف ومن يبايع او يمدد فهو خارج عن الاسلام، وهذه الحقائق المؤلمة صبرنا عليها كثيراً، وبات حزب الله دعامة من دعائم النظام اللبناني الفاسد، وكي لا اكون شريكاً في ظلم اهلي وغضب ربي نأيت بنفسي عن المشاركة بقرارات الحزب في حينه وحتى اليوم. واشار الى ان البعض بدأ يخرج عن أدبياته في كلمة تحرير فلسطين ويتحدث عن تحرير جنوبلبنان فقط، ومن ثم أُدخلت المقاومة في نفق التفاهمات مع العدو الذي انتهى الى الاقرار بعدم حق المقاومة بأن تمارس اي نشاط عسكري داخل الارض الفلسطينية وتمحورت الاتفاقات على حق المقاومة في القتال داخل الارض اللبنانية ضمن سلسلة من الشروط الغريبة والمذلة، مما يعني التخلي عن مبدأ تحرير القدسوفلسطين كمقدمة للدخول بما دخل به الآخرون". وقال: "حاولت جاهداً طيلة السنوات الماضية من عمر الدولة الحريرية التنبيه الى السياسة الاقتصادية التي تتبع، والى خطورة هذه السياسة التي تنتهجها السلطة، لكن بعض الاخوة يتهربون من المسؤولية ويغازلون السلطة غير مكترثين بما يحل بأهلنا ويتهددهم وينوء به ظهرهم ويصرون على خذلانهم. وللأسف بدل ان يقف البعض الى جانبنا، او على الاقل ان يقف على الحياد، شكل الخط الدفاعي الاول للسلطة الظالمة". وتحدث عن "محاولات جاهدة لعودة الامور الى طبيعتها، لكن من دون جدوى". أضاف: "قيل وتأكد لي ان البعض أعلن انه سيمضي في نهجه حتى لو كلف ذلك الكثير من الدماء وان ايران موافقة على هذا. اقول: انه لامر غريب جداً وعجيب ان يصدر كلام كهذا وان ينسب الى ايران ايضاً، وفي هذه الاثناء، ولذلك ادعو الجميع الى التعقل والتفكير بعواقب الامور وعدم الانزلاق والتسرع لأن ذلك سيدمر كل الانجازات ويلحق افدح المصائب بأهلنا المخلصين لدور في هذا الجانب في لبنانوايران، واذكر اننا لسنا بعيدين عما حدث قبل سنوات في جنوبلبنان، وانصح واكرر نصيحتي للجميع، واحملهم المسؤولية كاملة للتحرك وبسرعة لوضع حد لما يفكر به هذا البعض".