قال الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر رئيس مجلس النواب اليمني ان ما حصل بين بلاده والمملكة العربية السعودية على صعيد قضية ترسيم الحدود بينهما كان "نكسة"، لكنه أعرب عن أمله بعودة الامور الى طبيعتها إذ أن "كل شيء يمكن اصلاحه"، مشيراً الى انه "فوجئ" بهذه النكسة، بعدما كانت الامور وصلت الى مرحلة متقدمة وبعدما ادلى الرئيس علي عبدالله صالح بتصريحات متكررة اكد فيها ان المفاوضات في شأن الحدود "تكاد ان تكون منتهية". وكان الشيخ عبدالله وهو رئيس اللجنة العليا للتجمع اليمني للاصلاح ثاني اكبر حزب في اليمن، وشيخ مشائخ قبائل حاشد يتحدث الى "الحياة" بعد الجراحة الناجحة في القلب التي اجريت له في "كليفلاند كلينيك" في الولاياتالمتحدة، وهي المرة الاولى التي يدلي فيها بتصريحات منذ خروجه من المستشفى. وقال رئيس مجلس النواب اليمني الذي انتقل قبل ايام الى باريس التي سافر منها الى القاهرة امس حيث سيمضي عيد الفطر المبارك انه سيعود الى ممارسة نشاطه السياسي كما في السابق: "لا يثنيني شيء الا الصحة، وأنا الحمدلله صحتي جيدة". ولم يحدد الشيخ عبدالله، الذي بدا بصحة جيدة في جناح الفندق الذي نزل فيه في باريس، موعداً نهائياً لعودته الى صنعاء التي غادرها في شهر كانون الاول ديسمبر الماضي، لكنه توقع ان يتم ذلك في غضون اسبوعين، اي في منتصف شهر شوال. وهنا نص التصريحات التي ادلى بها الشيخ عبدالله الى "الحياة" وركز فيها على ان حاله الصحية جيدة، وعلى ان العلاقات "ماشية على ما يرام" بين حزبه وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس اليمني: كيف تشعر الآن بعد الجراحة التي اجريتها؟ - الحمدلله، انا في حال طيبة، ولهذا غادرت اميركا بعدما نصحني الطبيب الذي عالجني بالسفر او بالاحرى اذن لي بالسفر، وأبلغني ان لا لزوم لعودتي الى كليفلاند الا بعد سنة عندما سأزوره للتثبت من ان كل شيء على ما يرام. الحمدلله انا في صحة طيبة. متى ستعود الى اليمن؟ - يمكن ان امضي فترة نقاهة اخرى قد تستغرق نحو اسبوعين. ربما عدت الى اليمن في منصف شوال. وبعد ذلك ستعودون الى ممارسة نشاطكم السياسي العادي؟ - حتماً. ان الطبيب نفسه قال لي: مارس ما كنت تمارسه من اعمال، لكنه لا يعرف ما هي اعمالنا، قال لي مارس كل مهماتك وأعمالك التي كنت تمارسها قبل العملية. كيف وجدت الاوضاع في اليمن في غيابك، هل تابعت الامور عن كثب ام لا؟ - انا في الحقيقة حاولت ان ابتعد، حتى الصحف لم اقرأها الا نادراً، حتى الاولاد والاخوان في صنعاء، ورئيس الجمهورية نفسه، عندما يتصلون بنا يبتعدون عن اي شيء سياسي. ولكن حصلت تطورات على صعيد العلاقات مع المملكة العربية السعودية بالنسبة الى قضية ترسيم الحدود، كيف تنظر الى الامر؟ - هذا هو الشيء الذي يؤسف له. يؤسف كثيراً ان يحدث في الوقت الذي كنا ننتظر حسم الامور، ورئيس الجمهورية يصرح اكثر من مرة بأن قضية المفاوضات في شأن الحدود تكاد تكون منتهية وانه توضع اللمسات الاخيرة عليها وان الاتفاق تام على كل شيء. حصلت تصريحات متكررة في هذا الشأن ثم نفاجأ بهذه النكسة، اذا سميناها نكسة. هذا شيء يؤسف له. هل لديك امل بعودة الامور الى مجراها الطبيعي؟ - في كل الاحوال ان الامل موجود، وكل شيء يمكن اصلاحه... لكن المرحلة كانت متقدمة كثيراً. هل ستبذل شيئاً انت شخصياً في هذا الاتجاه؟ - والله، انا في الوقت الحاضر في طور النقاهة. ماذا عن العلاقة بين حزبي المؤتمر والاصلاح، هل طرأ جديد على هذه العلاقة؟ - لا جديد في العلاقة، ان الاخوان في الاصلاح عندما يتصلون بي يطمئنون على حالتي ويخبروني ان الامور ماشية على ما يرام. ما في مشكلة؟ - ما في أي مشكلة... ما رأيك في الاوضاع في المنطقة الشرق الاوسط في شكل عام في ضوء رحلتك الطويلة الى اميركا؟ - ما يجري في المنطقة لا يسر صديقاً ولا يغضب عدواً. الاحوال السيئة والقضية الكبرى، قضية فلسطين تحتضر. ان الاتفاقات وقرارات الاممالمتحدة لا تنفذ، وبدل ذلك ان رئيس وزراء اسرائيل ينسف كل شيء ويصول ويجول في المنطقة ويضطهد الفلسطينيين ويأخذ ما بقي للفلسطينيين من اراض ويقيم المستعمرات ويعمل، لكن المسؤولية تتحملها الولاياتالمتحدة الاميركية لأنها الداعمة لاسرائيل وهي التي تقول انها راعية السلام، لكنها تشجع في الوقت نفسه اسرائيل على ذبح السلام وتدعمها. انها المرة الاولى التي تمضي مثل هذه الفترة الطويلة في الولاياتالمتحدة، ما هي الانطباعات التي خرجت بها عن هذا البلد؟ - طبعاً، انها المرة الاولى التي امضي فيها كل هذا الوقت، لكني لم استطع الاضطلاع على مجريات الامور، شعب الولاياتالمتحدة شعب عظيم وشعب علم وحضارة ورخاء، الديموقراطية هي داخل بلاده، لكن مع الآخرين لا، هناك ديموقراطية بقدر ما يراعي الامر مصالحهم. هل نستطيع القول انك ستعود الى ممارسة مهماتك كما في السابق. - انشاءالله. لا يثنيني شيء الا الصحة، والحمدلله صحتي جيدة.