أظهر مجلس الأمن أمس، رغبة في تجاوز الخلافات بين أعضائه في شأن الملف السوري وصولاً إلى حل للأزمة، وفي وقت سُجلت مساع لمشاركة عربية في المفاوضات السورية، استعجل النظام السوري توسيع مناطق نفوذه، خصوصاً المناطق المتاخمة للعاصمة دمشق. واستبق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لقاءه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن، وأكد في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، أن أميركا وفرنسا وحلفاء آخرين سيكون لهم «دور مهم جداً» بعد انتهاء الحرب السورية. وحذر من أن انسحاب هذه الدول في شكل أسرع من اللازم، سيؤدي إلى سيطرة إيران. كما قال إنه ليست لديه خطة بديلة للاتفاق النووي مع إيران، وإن الولاياتالمتحدة يجب أن تظل ضمن الاتفاق ما دام لا يوجد خيار أفضل. وأعلنت السويد أمس، أن سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن اتفقوا في ختام اجتماعاتهم على «تكثيف الجهود وتجاوز الخلافات للتوصل إلى حل للنزاع في سورية». وقال السفير السويدي لدى الأممالمتحدة أولوف سكوج: «هناك اتفاق على العودة في شكل جدي إلى الحل السياسي في إطار عملية جنيف». وزاد: «سنعمل جاهدين الآن وخلال الأيام المقبلة، للاتفاق على آلية جدية تحدد ما إذا كانت هذه الأسلحة (الكيماوية في دوما) استُخدمت، ومن هو المسؤول»، مضيفاً: «كنا قلقين جداً إزاء تفاقم النزاع في المنطقة». وتابع: «بمجرد أن جلس زميلاي الروسي فاسيلي (نيبينزيا) والسفيرة الأميركية نيكي (هايلي)، حول طاولة واحدة طيلة يوم ونصف اليوم... نشأت ثقة، مجلس الأمن في حاجة إليها لتحمل مسؤولياته». وقال السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر لوكالة «فرانس برس»، إن هذه الخلوة في بناء أبيض اللون يطل على بحر البلطيق، «أتاحت لأعضاء مجلس الأمن التخلي عن عملية التسيير الآلية، والدخول في نقاش فعلي ومعمق». وأضاف: «حاولنا البدء في تحديد مناطق التلاقي الممكنة». وحض وزير الخارجية الألماني هيكو ماس روسيا على المساعدة في حل الأزمة السورية، وذلك لدى مغادرته لحضور اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في تورونتو. ومن المقرر أن يشارك ماس الأسبوع الجاري في مؤتمر دولي حول سورية في بروكسيل. وأوضح أن الاجتماع «سيركز أساساً على المساعدات الإنسانية للشعب السوري... وسأؤكد مجدداً دعمنا عملية السلام برعاية الأممالمتحدة. نحتاج في شكل ملح إلى حل سياسي لهذا الصراع المستمر منذ فترة طويلة جداً». وغداة محادثات أجراها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص بسورية ستيفان دي ميستورا في طهران، لوحظت أمس مساعٍ لدخول دول عربية طرفاً في المفاوضات السورية. وكان ماكرون أجرى محادثات مساء السبت مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وأكدا، وفق بيان مصري، أهمية مشاركة الدول العربية، وكذلك الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، في جهود تسوية الأزمة السورية سياسياً، في وقت حض وفد من هيئة التفاوض لقوى المعارضة السورية المنبثقة من مؤتمر «الرياض2»، عقب محادثات أجراها أمس في مسقط، على تحريك دور الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في المفاوضات السورية. واعتبر دي ميستورا في بيان عقب لقائه مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية حسين جابري أنصاري في طهران، أن «الأسبوع الماضي كان خطيراً للغاية، وأصبحت لدينا الأولوية الآن لتحقيق جديد دولياً وإقليمياً». وحض على «إشراك المزيد من البلدان في مبادرة آستانة»، موضحاً أن مفاوضات «سوتشي كانت مهمة لأنها خرجت بإعلان مهم للغاية لإنشاء لجنة دستورية، لكن اللجنة لم تنته بعد. وجنيف مهمة للغاية لأن الأممالمتحدة هي المنظمة الوحيدة التي يمكن أن تشمل عملية سياسية شاملة تستند إلى قرار الأممالمتحدة، لكننا نحتاج إلى بعض التحركات في العملية السياسية، وإلا فإننا سنشهد حوادث كثيرة، ونحن لا نريد ذلك». ورأى أن «الوقت حان أيضاً للمشاركة في شكل أكثر فاعلية مع الحكومة السورية، لأنه بعد كل هذا، فالمسألة تحتاج إلى حل من السوريين، ويمكننا المساعدة... أي قضية تتعلق بالدستور أو الانتخابات تحتاج إلى حل بين السوريين، بمساعدة الأممالمتحدة». ميدانياً، كثّف النظام قصفه معاقل «داعش» في مخيم اليرموك والحجر الأسود (جنوبدمشق)، ما دفع المعارضة إلى اتهامه بالمضي في تنفيذ مخططه الذي يهدف إلى هندسة المنطقة «ديموغرافياً».