كفراشة تلهو في بهو مدرستها وتغني كلمات وألحاناً تشبهها، على رغم صغر سنها إذ لم تكن تخطّت الخامسة بعد، كانت سير عابدين الإدريس الفنانة السودانية التي تحمل اليوم اسم سير عابدين. لفت جمال صوتها انتباه مُعلمتها في الروضة إليها، لتكتشفها من خلال تجارب الأداء على المسرح المدرسي. حينها فازت الطفلة التي تنبأت لها معلمتها بأنها ستصبح مطربة كبيرة. ولُدت الفنانة السودانية في مدينة أم درمان، وحصلت على درجة الماجستير في إدارة المشاريع في قسم التسويق في جامعة غاردن سيتي السودانية، وبدأ مشوارها الفني بشكل فعلي بعد مشاركتها في برنامج «ذافويس» ضمن فريق محمد حماقي، ليصل صوتها إلى الوطن العربي بعد الظهور الأول لها في البرنامج. وهناك في أحضان النيل بدأت الحكاية في ركن شديد التمسك بالعادات والتقاليد والأعراف. تقول عابدين في حديث الى«الحياة»: «مجتمعنا شديد الصعوبة في تقبل فتاة فنانة أو تحترف الغناء، وأنا واجهت الكثير من الرفض من بعض أفراد أسرتي وفي الوقت نفسه لقيت دعماً من والدتي –رحمها الله- ومن أشقائي وأصدقائي، لكنني أصررت على خوض التجربة للوصول إلى الناس». وتقول: «قبل الظهور الأول في برنامجح «ذافويس» كانت لدي مشاركات في مسابقات فنية في الإذاعة والتلفزيون السوداني، واحتفالات عدة لجهات خاصة، واقتصر حضوري على الأعمال الفنية في الأماكن العامة». أن تسعى إلى تحقيق هدفك، ستراودك شكوك في أن لا أمل، هكذا كانت تظن سير عابدين، وتفسر: «بعد أن ملأت استمارة المشاركة راودتني شكوك بعدم قبولي في البرنامج، ولكن كذب ظني بعد اختياري من بين 24 ألف مشترك، وكنت لن أحزن عند خسارتي بل كنت سأسعد بالتجربة، فشخصيتي لا تقبل الخوف من الرفض، لأن القاعدة في النجاح الاستمرارية في السعي وبذل الجهد في الوصول إلى تحقيق الحلم». أحاسيس لا يمكن وصفها عند بلوغ الأحلام، وفي مسيرة الفنانة السودانية بعض منها، قالت: «استقبلت خبر قبولي في «ذا فويس» كأنه خيال أو حلم، والفرحة لم تسعني حينها، كوني أمثل السودان في البرنامج، فهذا كان آملاً جديداً وحافزاً للاستمرار نحو تحقيق حلمي في الغناء، وعند صعودي للمرة الأولى على المسرح في تجارب الأداء، واجهت صعوبة، بسبب عدم استيعاب الموقف، فمسرح «ذا فويس» يمثل لي حلماً كبيراً، وظننته مستحيلاً، وعلى رغم حفظي لكل تفاصيله إلا أني وجدت صعوبة في إعتلائه وأصابني التوتر والقلق قبل الغناء، أمام الملايين، وأنا أشاهد عن قرب الأوركسترا الرهيبة والكراسي الأربعة للحكام، كان حلماً وإحساساً لا يوصف، وتجربة شديدة الصعوبة، لدرجة أني لم أقدر على الغناء في التدريب الأول والثاني وبدأت في المرة الثالثة الغناء بأدء جيد». وتكمل سير: «كانت قمة الإحساس بالفرحة عند اختيار الفنان محمد حماقي لي ضمن فريقه في البرنامج، في الثواني الأخيرة قبل إنهاء الأغنية، حينها شعرت بسعادة لها طعم مختلف عن فرحة المشاركة في البرنامج». وعن اختيارها أغنية «صدفة» قالت: «أدائي أغنية صدفة للفنان السوداني الراحل محمد محمد وردي، كان فخراً لي في توقيت إحياء ذكرى رحيل هذا الفنان القدير، وكانت هذه الأغنية سبباً في مضاعفة نجاحي وتناول الإعلام العربي تجربتي بشكل جيد». وأضافت: «تجذبني الكلمة واللحن والأداء المميز في اختيار الأغنية التي أؤديها، والفنان محمد وردي مطربي المفضل وصاحب التأثير الأول في موهبتي». ووصفت خروجها من السباق بنهاية تجربة وبداية جديدة ستعمل خلالها على نشر الأغنية السودانية للعالم من السودان. كواليس فريق حماقي عاشت الفنانة السودانية تجربة حقيقية بين زملائها ضمن فريق الفنان محمد حماقي في برنامج «ذافويس»، وعن هذه التجربة قالت: «فريق حماقي كان مميزاً لضمه مواهب مختلفة ومتنوعة ومتعددة اللهجات والثقافات، وزادت ثقافتي داخل الفريق الذي صقل موهبتي، وبشكل دائم كان حماقي يحضر التدريبات ويبدي ملاحظاته وتوجيهاته على الأداء والصوت ومخارج الحروف، بمعاونة مدرب الصوت». أعدت سير لنفسها خطة محددة وضعتها لمسيرتها الفنية في المستقبل، وتعمل الآن على مشاريع جديدة، وتستعد للمشاركة في فاعليات خارج السودان، وتستهدف من ذلك نشر الأغنية السودانية في العالم العربي، في الوقت نفسه لديها أعمال خاصة جديدة ستطرحها في الأسواق قريباً.