صفقات عدة لانتقال لاعبين من أنديتهم إلى أندية منافسة أجريت في العقود الماضية وأثارت لغطاً ما، لكنها حدثت قبل فورة الانتشار التلفزيوني، أما اليوم فالحال مختلف تماماً. القنوات الفضائية الرياضية كلها لم يكن لها ما يشغلها في الأسابيع الفائتة سوى موضوع واحد هو رغبة لاعب النادي الأهلي المصري عبدالله السعيد في مغادرة صفوف فريقه، بحثاً عن احتراف آخر داخل بلاده أو خارجها. ما من برنامج في قناة فضائية مصرية لم ينشغل بهذه القضية خصوصاً بعدما تناقلت وسائل الاعلام خبر دخول نادي «الزمالك» على الخط وما تداولته الأوساط الرياضية والإعلامية عن مفاوضات مع اللاعب بل وتوقيعه على عقود رسمية للانتقال ل «الزمالك». هنا بالذات أخذت «الصفقة» بعداً مختلفاً لا نبالغ حين نقول أنها أقرب إلى الحرب. لا غرابة ولا اعتراض فما جرى يتعلق برغبة لاعب محترف وفي عصر الاحتراف، لكن ما رافق ذلك كله من صخب وصل حدود اللامعقول هو ما يلفت ويجعلنا ندرك حجم الخراب الذي يجعل شأناً يخص لاعباً مع ناديه مسألة كبرى تستحق كل هذا «الشو» الإعلامي وتغذيه كل ساعة بما يلزم من أخبار وتصريحات كي يستمر، وتستمر معه موجة «الشو» أطول فترة ممكنة الى أن يعثر الجميع على موضوع جديد. هي لعبة الرياضة في عصر البث الفضائي والتي تجعل انتقال لاعب ما قضية كبرى ولا نستغرب أن هناك دائماً من يخرج ويمطرنا بتصريحاته عن «وفاء» اللاعب لناديه وعودته إلى صفوفه، من دون أن يعترف أن هذه العودة الميمونة تحققت بعدما رضخ النادي لشروط اللاعب ودفع له المبلغ المطلوب ليس حباً به بل رغبة في إفشال مخطط النادي المنافس، بدليل أن خبر تمديد عقد اللاعب تضمن في نهايته عبارة «مع عرضه للبيع أو الإعارة». محزن أن تسير الرياضة بوقود النكايات، والواضح للجميع أن عبدالله السعيد لن «يعمر» في ملاعب كرة القدم أكثر من عامين أو ثلاثة ويعتزل بعد ذلك. مع هذا، عبدالله السعيد أهم لاعب في مصر، لكن ذلك موضوع آخر لا علاقة له بكل ما حدث.