أطلقت مجموعة من الشبان والفتيات المصريين مبادرة تحت عنوان «ما تيجي نلونها» برعاية جمعية «مبدعون في مصر»، إذ قرروا أن يجعلوا لممر داخل محطة مترو في منطقة وسط البلد في القاهرة، شكلاً آخر مختلفاً عما كان عليه من نمط تقليدي في طلاء الجدران، في غضون 21 يوماً فقط. الشبان والفتيات هم مجموعة من الموهوبين بفن «الغرافيتي»، والذي ذاع صيته كثيراً إبان ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني (يناير) 2011 في مصر، أما الممر فهو في محطة مترو الأوبرا (تقع في شارع التحرير في وسط القاهرة)، وترجع أهمية هذا الممر الى كونه المخرج الوحيد المؤدي إلى البوابات الرئيسية إلى دار الأوبرا المصرية. في كانون الثاني 2018، بدأ التحدي وتسلّم الشبان والفتيات ممر الأوبرا، وعدوه موقع جدارية يعملون على طلائها بالألوان الممزوجة بالرسومات الفنية، وخلال واحد وعشرين يوماً فقط أتموا عملهم على أكمل وجه. لم يكن الهدف هو طلاء الجدارية بألوان براقة تضفي البهجة على نفوس المارة من ركاب المترو أو قاصدي دار الأوبرا المصرية، لكن بدا من الرسومات التي اعتلت نقاطاً مركزية على جانبي الممر، أن هناك رؤية فنية وثقافية برزت نتاج ورش عمل جماعية عقدها الشبان والفتيات معاً بهدف الاتفاق على الصورة النهائية للشكل الذي يخرج فيه العمل في شكل يليق ببوابة العبور إلى أكبر صرح ثقافي في الشرق الأوسط. «الحياة» التقت رئيسة جمعية «مبدعون» زينب محمد، التي رأست العمل الذي قام به أعضاء الجمعية، فقالت: «لم تكن جدارية ممر محطة مترو الأوبرا هي الجدارية الأولى التي عملت عليها مجموعة «مبدعون»، إذ سبق وقمنا بطلاء جدارية في ميدان المحكمة في حي مصر الجديدة في شمال العاصمة في آب (أغسطس) 2017، وجاءت فكرة إنجاز مشروع آخر عندما نما لدينا الشعور بأن هناك فجوة كبيرة تتسع يومياً بين الفن والبسطاء من أهالينا في المجتمع المصري». وأضافت: «وبعد التجربة الأولى، اكتشفنا أن طلاء الجداريات مثَّل لنا معرضاً مفتوحاً في شوارع مصر، وغاية كنا نسعى إليها، وهي أن يتم عرض أعمالنا الفنية في المعارض، وكل ما كنا نخشاه هو ألا يتفهم الناس ما نقدمه من فن، وأن يظل الجمهور العادي في عزوفه عن الأعمال الفنية». التعاون المادي والمعنوي قاعدة أسست عليها مبادرة «ما تيجي نلونها»، وفق رئيسة جمعية «مبدعون»: «الشبان والفتيات تعاونوا على خلق فكرة الجدارية في ممر الأوبرا، ونتجت من تعاونهم فكرة أن تكون الجدارية في شكل فضاء سماوي تغطيه ألوان عدة، وتخرج من هذا الفضاء كواكب ونجوم داخلها رسومات لرموز الفن والثقافة في مصر، بهدف إثراء الحياة الثقافية والفنية في المجتمع المصري مرة أخرى، وفي شكل عام يقوم على هذه الطفرة جيل جديد من المبدعين، يعمل على تجميل الشوارع بصفة عامة لترقية الذوق العام». شارك في طلاء جدارية ممر محطة الأوبرا 11 فناناً وفنانة من الشباب المصري هم: زينب محمد وشيماء صلاح وصالح العنبري وسارة محمد يوسف وأحمد طه ويارا علي الدين ويمنى أيمن ويسري بيومي وسارة ممدوح وهبة عبدالرحيم ومروة ممدوح وأحمد أبوسنة.
