شهد معرض جدة الدولي للكتاب خلال اليومين الماضيين إقبالاً كثيفاً، وتنوع الحضور من الجنسين، إلا أن اللافت هو حضور طالبات الجامعات والكليات الأهلية للمعرض، مسجلات بحضورهن لفتة حضارية، واهتماماً مميزاً بخير جليس. وتجولت الطالبات على عدد من دور النشر، واقتنين العناوين التي جئن من أجلها، وكانت الكتب العلمية والفكرية إضافة إلى مخرجات التقنية المعرفية في مقدم دائرة اهتمامهن، ما يؤكد العلاقة الحميمة بين الأجيال الشابة والكتاب. وعبّرت عبير الزهراني عن سعادتها بانطلاق فعاليات معرض جدة الدولي الثالث للكتاب، وقالت إنّ طالبات جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ينتظرن المعرض لإشباع شغفهن بالمعرفة والقراءة، إذ يطمحن إلى إثراء المشهد الثقافي والأدبي في المستقبل. في حين قالت موضي الحمد إن الكتب الفلسفية تستهويها أكثر من أي كتب أخرى، لهذا كانت كل مقتنياتها من هذه النوعية من الكتب. وأوضحت أن الصورة النمطية لا بد أن تتغير عن الفتاة السعودية، من ناحية أن اهتماماتها دوماً تنحصر في شؤون المطبخ أو الموضة. وذكرت أن كتب الفلسفة تساعدها في فهم الوجود، وتقدم لها بعض الأجوبة عن الأسئلة التي تقلقها. أما زهور البدري فأكدت أنها اشترت معظم الكتب التي دونتها في مفكرة صغيرة، وتشمل معارف ومجالات عدة، منها الروايات، والمترجمة تحديداً، مشيرة إلى أن الرواية السعودية لم تعد تجذبها، «فمواضيعها باتت مكرورة، ثم لا جديد تقدمه على صعيد الجماليات، لهذا فخياري دوماً الرواية المترجمة من أنحاء العالم». من ناحيته، عبّر مسؤول أحد الدور النشر المشاركة علي بحسون عن تفاؤله بزيارة الطالبات، وشعوره بالامتنان لاهتمامهن بالكتب الفكرية التي تصدرها الدار، ومنها أعمال ماهر الشريف ومهدي عامل وحسين مروة وعبدالحسين شعبان. مسؤول آخر قال إن الكتب التي تصدرها داره، «تحظى دوماً باهتمام القارئ السعودي»، مشيداً برقي ذائقة القراء السعوديين. وعن الرقابة، أوضح أنها «مرنة إذا ما اقتضى الأمر مرونة». كما شهت منصات التوقيع، تدشين مؤلفات ما يقارب 24 مولفاً، في مختلف مجالات المعرفة وميادين الثقافة، وفنون الإبداع، من أجيال مختلفة ومشارب ثقافية وفكرية متنوعة. ويضمّ المعرض بين جنباته نحو 500 دار نشر من 42 دولة، بزيادة 30 في المئة عن العام الماضي، كما أن الفعاليات المصاحبة للمعرض تضم ما يزيد على 50 فعالية ثقافية متنوعة بمشاركة خمس دول عالمية، تقدم من خلالها أكثر من 60 لوحة تشكيلية، وعروضاً موسيقية وأخرى حية.