يختلف برنامج «بيتي الأول» (تنتجه شركة «إيثينتيك الترفيهية» وتعرضه منذ خمس سنوات قناة «تي أل سي» الأميركية) قليلاً عن العديد من البرامج التلفزيونية التي تساعد مشتركيها في العثور على البيوت التي يحلمون بها، والتي تنتشر على شاشات معظم الدول الغربية، حيث أنه يتخصص في البحث عن بيوت تناسب المشتركين فيها، من الذين لم يمتلكون من قبل بيوتهم الخاصة، وهذا يعني أن معظمهم لا يملك المبالغ الكبيرة وخيارتهم محدودة كثيراً. تحدد الموازنة المحدودة للمشتركين في البرنامج هذا الأخير في خياراته على صعيد المناطق التي يجب أن يبحث بها عن منازل للمشتركين فيه، كما لا يتجه الكثير من الاهتمام إلى مساحة البيت وتوافره على جوانب تعد من الترف لكثر، فالتحدي الأهم هو إيجاد البيت الذي يتلاءم مع الموازنة، وإن كان هذا يعني أحياناً بيوتاً تحتاج الى صيانة، او تخلو من مفردات الراحة الشائعة. وليزيد البرنامج من ثقل المهمة على الأزواج الذين يبحثون عن بيوتهم الأولى، يشرك في كل حلقة منه والد الزوجة او واحد من عائلتها في مهمة البحث عن البيت، وهذا بدوره يقود الى تصادمات محببة مع الزوج بسبب اختلاف الرؤى. كما يكلف البرنامج قريب الزوجين مهمة التحقيق ببعض القضايا التي تخص المشاكل التقنية في البيت، وأحياناً في ما يتعلق بالمبالغ التي يُمكن الزوجين اقتراضها من البنك لشراء بيتهم الأول. توفر الظروف الخاصة للزوجين الجدُد وعمرهم الفتيّ تحديات مختلفة، اذ إن عليهم أن يتفقوا على تفاصيل عدة وهم في بداية حياتهم، مثل عدد الغرف في البيت المستقبلي، وإذا كانوا سيخصصون منذ البداية غرفة خاصة للطفل القادم. هذه التفاصيل ستزيد من تمايز برنامج «بيتي الأول» عن برامج مشابهة، من التي تقدم مشتركين تجاوزا مرحلة الشباب. كما أن هناك تحديات تتعلق بالمبلغ الماليّ الذي يمكن الزوجين اقتراضه من البنك لشراء البيت. حيث يبدو الخوف والاضطراب واضحين على الزوجين وهما يحسبان رواتبهما وما ينفقانه شهرياً، وعلاقة هذا بالمبلغ الكليّ الذي يمكن استدانته. ينتقي البرنامج في كل حلقه منه ثلاثة بيوت لمشتركيه، وعليهم أن يدرسوا كل واحد منها على حدة، ليقرروا بعدها إذا كانوا سيختارون منها من أجل تقديم عرض شراء. لا تسير الرياح غالباً كما تشتهي السفن في البرنامج، حيث أن بعض البيوت التي يتم اختيارها يتم بيعها بسرعة كبيرة وقبل أن يتقدم المشتركون في البرنامج بطلب شرائها، بسبب سعرها المحدود والذي يجعلها مرغوبة لزبائن كُثر. كما سيتبيَّن أن بعض البيوت التي تعجب المشتركين في البرنامج فيها مشاكل كبيرة يتطلب إصلاحها مبالغ مالية كبيرة لا قِبل للمشتركين بها، ليودعوا عندها بحزن الحلم في سكنها. يبرز البرنامج الكثير من اللحظات الدافئة بين المشتركين، وهم يتهيأون لبدء حياة جديدة مع شركاء مازالوا في مرحلة الحب الكبير معهم. بيد أن البرنامج لا يختار أن يدخل في تفاصيل القروض والمصاعب الفعليّة التي تواجه بالعادة المشتري الجديد، إذ يبقى على السطح كثيراً في هذا الاتجاه، ولا يقدم- كما تفعل برامج مشابهة - نصائح مهمة يمكن أن يستفيد منها المشاهد العادي الذي يفكر بشراء بيته الخاص.